أزمة وشيكة بين الصومال والهند بعد اختطاف سفينة ليبيرية
ارتفعت حدة التوتر على سواحل الصومال؛ بعد إعلان الهند عن إرسال سفينة لتحرير أخرى مختطفة تحمل علم ليبيريا؛ ما يشير إلى احتمالية اندلاع أزمة بين البلدين.
وكانت الهند أعلنت أن 15 من مواطنيها يشكلون جزءًا من طاقم السفينة التي اختطفت على سواحل الصومال، لكنها لم تكشف ما إذا كانت فتحت مباحثات مع السلطات حول هذه السفينة.
وقال النائب البرلماني الصومالي السابق عمر طلحة: إن "على الهند الامتناع عن استخدام أي قوة خاصة في ظل هذه الظروف الراهنة على سواحل الصومال".
وأضاف طلحة، أن "أي استخدام للعنف سيزيد الطين بلة، وعلى الدولة الهندية ألا تتجاوز حدودها وأن تبحث الحل من خلال طرق دبلوماسية وسياسية".
وأكد أنه "تم نهب خيرات بلادنا وصب النفايات في سواحلها وهي مشاكل أدت إلى ظروف سياسية واقتصادية وأمنية صعبة نواجهها إلى اليوم، لذلك يجب الامتناع عن أية خطوة تصعيدية والعمل على إيجاد صيغة مشتركة لتأمين السفن ووقف الخروقات التي تتم تجاه سواحلنا".
ومنذ سنوات مثلت القرصنة على سواحل الصومال تحديًا أمنيًا خاصًا للسفن التي تعبر تلك السواحل، حيث تجند الكثير من المسلحين والقراصنة لاحتجاز سفن صيد كبيرة أو سفن تجارية.
وازدهرت عملية القرصنة في ظل وجود مخابئ تمكن القراصنة من اللجوء إليها مثل ميناء أيل الصغير الواقع في منطقة بونتلاند المتمتع بما يشبه الحكم الذاتي وغيره.
وتصاعدت عمليات القرصنة والاختطاف بشكل رئيس عقب انهيار حكومة محمد سياد بري في العام 1991 وما لحقه من تفكك للقوات الأمنية والعسكرية الصومالية؛ ما قاد إلى انهيار الحكم المركزي للبلاد الشاسعة التي دخلت متاهات فوضى أمنية إثر بروز حركة الشباب المتشددة أيضا.
ومن جهته، قال المحلل السياسي الصومالي حسن الشيخ، إن "الأزمة الراهنة المتعلقة باحتجاز هذه السفينة تمثل تحديا للصومال وشركائها أيضا".
وأضاف الشيخ أن "ما حدث لهذه السفينة بكل تأكيد أمر غير قانوني لكن أعتقد أن الهند ستعمل على حل الأمر بشكل سلمي ودبلوماسي وهذا ما ينبغي".
وتابع: "أعتقد أنه سيتم حل المشكلة في الساعات القادمة لكن يجب على قواتنا أن تتحلى باليقظة لحماية السفن التجارية التي تعبر من سواحلنا".
وكان مجلس الأمن الدولي قد رفع مؤخرًا حظر التسليح على الجيش الصومالي؛ وهو ما قد يوفر له آليات جديدة لحماية سواحله البحرية.
وقال الشيخ: إن "هذه نقطة إضافية يجب على حكومتنا استغلالها من أجل تأمين سواحلنا وحدودنا والضرب بيد من حديد ضد الجماعات المتشددة مثل حركة الشباب وأعتقد أن قواتنا قادرة على ذلك".