التمحك فى الوعظ جريمة.. بقلم الشيخ أحمد تركي
كتب الشيخ أحمد تركي يقول: أنزل الله الإسلام بفرائض وواجبات وسنن ونوافل ، فكانت ( الأحكام الخمسة:- الفرض -المندوب-الحرام -المكروه -المباح)؛ وفى موسم العبادات يقوم بعض الوعاظ بممارسة التمحك والتهويل بشأن بعض النوافل وعرضها وكأنها فريضة .
وأكمل الشيخ أحمد ترك: لم يصم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بداية شهر رجب ولم يأمر به، رغم ان الصيام فى أى وقت من الأشهر الحرم مستحب لقوله صلى الله عليه وسلم " صم من الحُرم واترك "
فقام البعض بالتهويل لدرجة انه قال : تعالو أعرفكم كفارة المرأة الحائض فى بداية شهر رجب ؟!! كونها لن تصوم !!
وكأنه يعرض بضاعة فى السوق ويجود فى تسويقها !!وهذا اللون من الوعظ تزوير فى دين الله كان يكفيه ان يقول. والصيام فى شهر رجب مستحب كونه من الأشهر الحرم فى أى وقت ،،، وصيام النافلة جائز فى أى وقت عدا الأيام المحرم فيها الصيام !!
وقام آخرون لضمان متابعة مستمعيه له باختراع أدعية لكل ليلة وكأن الوحى ينزل عليه !! فى حين أن الدعاء مستحب فى كل الأوقات وهو علاقة بين العبد وربه يترجمها اللسان فى صورة مناجاة أو طلب. ولا يمكن ان يكون سر الدعاء المستجاب اختراع معمم أو واعظ ومحال أن يكون سر قبوله فى ألفاظه الرصينة بل سر قبول الدعاء " الشعور بالتجلى ومناجاة القلب والروح لله رب العالمين.
لا مانع بالطبع من استحسان بعض الأدعية ولكن مع توجيه الناس إلى أن الدعاء مفاعلة بين القلب والرب يترجمها اللسان بأى لغة حتى ولو بالصمت !! حتى لا يعتقد البعض ان البركة فى الكلمات وليس فى المعانى !!
وهذا فارق من الفوارق بين التدين الشكلى والتدين الصوفى الجميل وفق تحقيق قوله تعالى " إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم "
تجاهل هؤلاء جميعاً هدى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تعليم الناس الفرق بين الفريضة وما يتعلق بها من احكام ؟ وبين السنن ؟ ليينى المؤمن نفسه على بصيرة وورع وليس على المظاهر فقط !! سأله الأقرع بن حابس عن الحج كل عام. فقال أفى كل عام يارسول الله ؟ قال : لو قلت نعم : لوجبت ولما استطعتم ؟! ذرونى ما تركتكم . إنما هلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. ( كثرة سؤالهم فى فروع الفروع ). قال : الحج مرة فمن زاد فهو تطوع، وبذلك وضع النقاط على الحروف.
وخرج صلى الله عليه وسلم فى رمضان ليصلى التراويح فى المسجد فكثر الناس بصلاتهم خلفه ، فلم يخرج اليهم بعد ثلاث " خشية أن تُفرض عليهم صلاة التراويح وهى من المستحبات، وبعدما علم الناس انها من المستحبات. جمع سيدنا عمر الناس فى صلاة التراويح خلف سيدنا أبى بن كعب وهو من قراء الصحابة الأربعة. الذين أمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عنهم.
وصام صلى الله عليه وسلم فى شهر شعبان وأفطر حتى يبين للناس أن الصيام فيه سنة وليس فريضة كما شهر رمضان؛ استقيموا يرحمكم الله.