ما هو واجب المسلم تجاه انتشار الشائعات في المجتمع؟
تعتبر الشائعات من الظواهر السلبية التي تنتشر بسرعة كبيرة في المجتمعات، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الشفهية، وتحمل الشائعات في طياتها الكثير من الأضرار والتأثيرات السلبية على الأفراد والمجتمعات، وفي ضوء القيم الإسلامية، يتعين على المسلمين التعامل مع الشائعات بحذر وحكمة، وتجاهلها وعدم التأثر بها، يتضمن واجب المسلم فيما يتعلق بالشائعات توخي الصدق والعدل والتثبت من الأخبار قبل تصديقها ونشرها.
في السطور التالية سنعرض رد دار الإفتاء المصرية على دور المسلم تجاه تلك الشائعات:
قالت دار الإفتاء المصرية: إن تداول الأخبار المغلوطة أو الكاذبة أو المُضِرَّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها حرام شرعًا يرتكب فاعلُه الإثمَ والحرمة.
وأوجب الله تعالى على المسلمين التَّثَبُّت من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها، وأمر بِرَدِّ الأمور إلى أهلها من ذوي العِلم قبل إذاعتها والتكلم فيها؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6].
ونهى الله تعالى عن سماع الشائعة ونشرها، وذمَّ سبحانه وتعالى الذين يسَّمَّعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن؛ فقال تعالى: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 47].
وذلك لما له من أثر بالغ السوء على أديان الخلق وأعراضهم وممتلكاتهم، بل وحياتهم كذلك، ويتشارك في الإثم والحرمة من اختلق الشائعة ومن تداولها ومن سعى في تصديقها من غير تثبُّت، ولا يكفي في ذلك الاعتذار بحسن النية ولا بالجهل.