كلّ الخيارات مفتوحة أمام العراق
بقلم: أياد السماوي
وجه آخر غير معلن من استقبال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لسفيري الصين وروسيا كلّ على انفراد ، السوداني أراد من خلال هذه اللقاءات إرسال رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، مفادها أنّ كلّ الخيارات مفتوحة أمام العراق إذا ما استمرّت الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها الحالي مع العراق.
فالصين وأمريكا يمثلان بديلا ممتازا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ، وبإمكان العراق أن يبيع نفطة بسلة من العملات لكسر هيمنة الدولار الذي بات سلاحا تستخدمه أمريكا لإركاع العراق والخضوع الكامل لسياساتها.
وأمريكا تعرف جيدا أنّ العراق الذي ينتج أربعة ملايين ونصف برميل يوميا قادر على إحداث هزّة عنيفة في سوق الطاقة العالمي ، فالعراق بلد مهم ومؤثر جدا على سوق الطاقة وسياسة إركاع وإذلال بلد مثل العراق غير مجدية في ظل رئيس للحكومة لا يعرف الانحناء لغير الله.
وعلى أمريكا أن تقرأ هذه اللقاءات مع سفيري الصين وروسيا بشكل آخر غير الشكل الرسمي المعلن .. وحكومة العراق لم تدّخر جهدا سواء فيما يتعلق بإصلاح النظام النقدي والمصرفي ، أو فيما يتعلّق بالحرب على الإرهاب ،أو فيما يتعلّق بالمفاوضات الجارية على إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي في العراق ، ولذا لا يمكن للحكومة العراقية أن تقبل بأي اعتداء على أراضيها وسيادتها وقواتها المسلحة.
وعلى أمريكا أن تحترم علاقتها مع العراق وتوقف العدوان على قواته المسلحة تحت أي ذريعة ، وما زيارة رئيس الوزراء لجرحى العدوان الأمريكي على العراق إلا رسالة استنكار إلى أمريكا على عدوانها الغاشم على قوات الحشد الشعبي .. فالتنين الصيني والدب الروسي جاهزان ، وكلّ الخيارات مفتوحة أمام العراق