على خطى الحبيب.. كيف كان يستعد النبي ﷺ لاستقبال شهر رمضان؟
في ضوء فهم الرسول صلى الله عليه وسلم لطبيعة المرحلة التي تسبق شهر رمضان، تظهر استراتيجيته الفذة في التخطيط والتدبير، حيث يتجلى التوازن الرائع بين متطلبات الروح والجسد دون إفراط، أو تفريط؛ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الرسول ﷺ كان يصوم شعبان كله إلا قليلًا؛ لما فيه من فضل وثواب، وكذا استعدادًا لشهر رمضان المبارك.
وتعكس حكمة النبي ﷺ في صيام شعبان تحضيره لاستقبال شهر رمضان، حيث كان يعتبر هذا الشهر مغفولًا عنه بين شهرين عظيمين، فكان يستغل هذه الفترة لتعزيز العبادة والتقرب إلى الله. وبذكاء استراتيجي، كان يخفي النوافل والأعمال الصالحة في أوقات الغفلة، مما يجعلها أقرب إلى القلوب وأعظم في الأجر.
ويرى العلماء أن النبي ﷺ كان يصوم شعبان لعدة أسباب، منها تجميع الصيام الذي كان يفوته في شهور أخرى، وكذلك لأنه شهر يغفل عنه الناس، مما يجعل العبادة فيه أكثر فضيلة. كما كان يعتبر صيام شعبان تمرينًا لصيام رمضان، مما يجعل المسلمين يدخلون الشهر الفضيل بقوة ونشاط.
إلى جانب ذلك، يستشعر النبي ﷺ أهمية استغلال أوقات الغفلة بالطاعة، مما يجعله يحث على تعزيز العبادة في هذه الفترة. وفي ظل هذا الفهم العميق، يبرز صيام شهر شعبان كمنزلة عظيمة، حيث يُعتبر أفضل من صيام الأشهر الحرم، ويشكل تمهيدًا مثاليًا لشهر رمضان المبارك.
وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر النبي ﷺ صيام شعبان استمرارًا للعبادة وتعزيزًا للروحانية قبل حلول شهر رمضان، مما يبرز التفاني والاجتهاد في طاعة الله.
وبهذه الطريقة، يظهر صيام النبي ﷺ في شهر شعبان كمظهر من مظاهر ترقية النفس والاستعداد الروحي لاستقبال شهر الرحمة والغفران، مما يعكس الروح العالية للرسالة الإسلامية والتفاني في خدمة الله والمجتمع.