فعاليات مؤتمر كلية الدعوة.. وكيل الأزهر: الوصول إلى وعي فكري آمن فريضة دينية
أكد د. محمد الضويني، وكيل الأزهر أن أعتى أمراض الأمم وأخطرها المرض الفكري، الذي يؤدي إلى التطرف والإرهاب بأنواعه، والتفريط بما ينتج عنه من انحلال أخلاقي وإلحاد، ويؤدي إلى التوقف والكسل الذي يؤخر الأمة، مما يفرض على العلماء والمفكرين العمل بجد وقوة لمواجهة هذا المرض وحماية المجتمعات من خطورته، موضحا خلال كلمته بمؤتمر كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة وعنوانه «شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن»، أن الأمة تتعرض لمحاولات تشويه تاريخها، وتزييف وعيها، وخداع شبابها، خاصة فيما يتعلق بحق الأمتين العربية والإسلامية في فلسطين.
وشدد أن التاريخ لا يغفر خطايا مجرمي الحرب، الذين لا يردهم دين ولا عرف ولا قانون، ولا يؤلمهم تفجير ولا هدم ولا قتل ولا موت، ولا يحكمهم عقل ولا فكر ولا قلب ولا مشاعر، وإن وعد الله لا يتخلف، «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ».
أشار وكيل الأزهر أن هذا المؤتمر خطوة في مسيرة جهود الأزهر الشريف التي تناقش قضايا الحياة المعاصرة في إطار شرعي يناسب الواقع المتغير، ولا يخرج في الوقت نفسه عن الأصول والثوابت، مشيرا أن الوصول إلى وعي فكري آمن فريضة دينية، وضرورة مجتمعية، ومسؤولية تضامنية، يجب السعى لتحقيقها الجميع.فيما أكد د.شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم أن المؤسسات الدينية الوسطية على اختلاف وظائفها وتنوع تخصصاتها، تمثِّل خط الدفاع الأول في معركة الوعي والدفاع عن الهُوية الوسطية ورصد ما يتهدد الأمة والأوطان من أفكار هدامة منحرفة سواء أكانت أفكارًا متشددة متطرفة تدعو إلى العنف والقتل والإرهاب، أو أفكارًا منحلَّة تدعو إلى التمييع والإلحاد وتعادي كل مكارم الأخلاق، وتهدد سلامة الوطن وتدمر حاضره ومستقبله.
وأضاف أنَّ واقعنا المعاصر وثورته العظيمة في وسائل الاتصال وتمكُّن وسائل السوشيال ميديا من التأثير الكبير على صناعة الرأي وعلى توجيه الفكر وعقول الجماهير بالخير أو بالشر، يدرك حجم المخاطر الجمَّة التي تواجه وعي الجماهير وعقول الشباب، ومن ثم تواجه المؤسسات الدينية الأزهرية المسؤولة عن حماية الوعي.
وأعلن أن شعب مصر بتكوينه الحضاري وأصالته الوطنية، دائمًا عند حسن الظن به، وكان دائمًا وفي كافة التحديات الخطيرة التي واجهت الوطن على الدرجة العليا من الوعي والفهم الذي أبهر العالم كله"، معربا أن شعب مصر تصدى بفطرته النقية للأفكار المنحرفة ، واستجاب إلى نداء المؤسسات الدينية الوسطية التي دعته إلى ضرورة المحافظة على وحدة الوطن وسلامة أراضيه وعدم الالتفات إلى ما تردده الأبواق العميلة الخائنة.
والتف بكل عزم وجدية حول قيادته الواعية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، فكان شعب مصر دائمًا هو بطل معركة الوعي وحماية الأوطان.
فيما أشار د.محمد عبد الدايم الجندي، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة،أن جهود الأزهر تحمي الوعي من موجاتِ المسخ والتدمير والاختراق العابرة للحدود الزمانية والمكانية، والمفككة للقيود الفكرية، والرمزية والقيمية عبر مناعة ذاتية.