أهمية تعجيل الفطر أيام الصيام وأداء صلاة المغرب في الشريعة الإسلامية
تحث الشريعة الإسلامية المسلمين على تعجيل الفطر بعد التحقق من غروب الشمس، وتؤكد على أهمية أداء صلاة المغرب في وقتها المحدد، حيث يعتبر تعجيل الفطر وأداء صلاة المغرب في وقتها من السنن المستحبة في الإسلام.
يعكس هذا العمل الالتزام والتقوى والتفاني في أداء العبادة. وفي هذا السياق، سنستعرض أهمية تعجيل الفطر وأداء صلاة المغرب في الشريعة الإسلامية.
فوائد تعجيل الفطر
تعجيل الفطر بعد تحقق غروب الشمس هو من السنن المستحبة في الإسلام، يُشجَّع المسلمون على تعجيل الفطر؛ لأنه يعتبر علامة لخيرية الأمة، فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ"، يعكس تعجيل الفطر انتظام المسلمين والالتزام بتعاليم الإسلام. وعلى العكس، تأخير الفطر يعتبر علامة على الفساد والتقصير في أداء العبادات.
أهمية أداء صلاة المغرب في وقتها
تحث الشريعة الإسلامية على المحافظة على أداء الصلوات في وقتها المحدد، ومن بينها صلاة المغرب، التي تعد أحد الصلوات الهامة في الإسلام، حيث يُصلى بعد غروب الشمس وقبل غياب الشفق، وتعد وتر النهار وأول صلاة الليل، وبها يختم المسلم نهاره ويستقبل ليله، يعتبر تعجيل أداء صلاة المغرب أفضل، حيث يوجد اجماع بين المسلمين على تفضيل تعجيلها.
أما نافلة المغرب، فقد اتفق الفقهاء على سنيتها. يُنظر: "بدائع الصنائع" للكاساني الحنفي (1/ 284، ط. دار الكتب العلمية)، و"التاج والإكليل لمختصر خليل" للمواق المالكي (2/ 371، ط. دار الكتب العلمية)، و"المهذب" للشيرازي الشافعي (1/ 157، ط. دار الكتب العلمية)، و"الإنصاف" للمرداوي الحنبلي (2/ 180، ط. دار إحياء التراث العربي).
وأما الأذكار التي يقولها المسلمُ بعد أداء الصلاة، فهي من الأمور المطلوبة شرعًا على سبيل الاستحباب بإجماع العلماء، ولا سيَّما أنَّها سببٌ لإكمال النقص الذي ربما وقع فيه المصلي في صلاته، قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 70، ط. دار الفكر): [أجمع العلماءُ على استحباب الذكر بعد الصلاة] اهـ.
ولم يَرَ العلماءُ مانعًا من تأخير أداء سنة المغرب أو أذكار الصلاة إلى ما بعد الإفطار بوقتٍ يسيرٍ، وخاصة إذا كان المسلم مشغولًا بالإفطار ونحوه، فقد أورد الإمام ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى حُذَيْفَةُ الْمَغْرِبَ فِي جَمَاعَةٍ، فَلَمَّا سَلَّمَ الْإِمَامُ قَامَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ فَأَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّكْعَتَيْنِ، فَجَذَبَهُ حُذَيْفَةُ. قَالَ: "اجْلِسْ، لَا عَلَيْكَ أَنْ تُؤَخِّرَ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ، انْتَظِرْ قَلِيلًا". وعنه أيضًا: "كَانُوا يُحِبُّونَ تَأْخِيرَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ".
وقد أشار بعض فقهاء المذاهب المتبوعة إلى ذلك، قال العلَّامة منصور البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 440، ط. دار الكتب العلمية): [(يُسن ذكر الله والدعاء والاستغفار عقب الصلاة) المكتوبة (كما ورد) في الأخبار... قال ابن نصر الله في الشرح: والظاهر أن مرادهما أن يقول ذلك وهو قاعد، ولو قاله بعد قيامه وفي ذهابه، فالظاهر: أنه مصيب للسُّنَّة أيضًا، إذ لا تحجير في ذلك. ولو شُغِل عن ذلك، ثم تَذكَّره فذكره، فالظاهر حصول أجره الخاص له أيضًا إذا كان قريبًا لعذر، أما لو تركه عمدًا ثم استدركه بعد زمن طويل، فالظاهر فوات أجره الخاص، وبقاء أجر الذكر المطلق له] اهـ.
وبناءً على ذلك: فلا مانع شرعًا من تأخير الصائم المشتغل بالإفطار سُنَّةَ المغرب وأذكارَ ما بعد الصلاة إلى ما بعده، ولا سيَّما أنَّ تعجيل الفطر من سنن الصيام ومستحباته التي ورد نصوص الشرع بالحث عليها.