يوم الشهيد في مصر... تعرف على فضل الشهادة في الإسلام ومكانتها العظيمة
تحتفل مصر اليوم بذكرى يوم الشهيد، الذي يصادف اليوم التاسع من مارس كل عام، وذلك لإحياء ذكرى الفريق عبد المنعم رياض الذي استشهد خلال حرب الاستنزاف، يثار في هذه المناسبة السؤال عن فضل الشهادة في الإسلام ومكانتها العظيمة في الدين الإسلامي.
في هذا السياق، أشار الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى أهمية الشهادة في سبيل الله وما يترتب عليها من مزايا ومنزلة عند الله تعالى.
تعتبر الشهادة في سبيل الله رتبة عظيمة جدًا في الإسلام، حيث يحظى الشهيد بمكانة كبيرة وتكريم عالٍ من الله جل وعلا، التضحية هي بالنفس والروح والحياة في سبيل الدفاع عن الأرض والعِرض، وحماية القيم والأخلاق، وتأسيس العدالة والسلام، وصون كرامة البلاد وعزتها، وتعزيز الاستقلال والحرية، وحماية حقوق الشعوب وتحقيق السيادة الوطنية.
تؤكد النصوص الشريفة في الإسلام على فضل الشهادة في سبيل الله، حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ" (التوبة: 111). وجعل الله الجنة مكافأة للشهداء على تضحيتهم في سبيله.
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن فضل الشهادة في سبيل الله معروف ومقرر في الشريعة الإسلامية، يشير القرآن الكريم إلى أن الشهداء ليسوا أمواتًا بل أحياء عند ربهم، حيث يرزقون ويحظون برحمته. يقول الله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلفي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ" (البقرة: 154)، وبهذا يعنى أن الشهداء موجودون وحيويون في الحياة الأخرى، ويتلقون رزقًا ورحمة من الله.
وأضاف مفتي الجمهورية أن الشهادة في سبيل الله تعتبر أعلى مراتب الجهاد، فالشهيد يقدم أعظم تضحية في سبيل دينه ووطنه. ولذلك، ينال الشهيد في الإسلام مراتب عالية ويحظى بالمزيد من الثواب والمكافأة من الله.
وأكد على أن للشهيد فضلًا كبيرًا لا يُقاربه فضلٌ؛ فإن له الشفاعةَ في سبعين من أقاربه، كما جاء في السنن عن المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: وذكر منها: وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ»، والذي نتوقف عنده في هذا الحديث الشريف وننبه عليه؛ من أجل أن نربطَ على قلوب أهل الشهيد هو قبول شفاعته عند الله تعالى يوم القيامة في سبعين من أقاربه، ولا أحد أولى بهذا الفضل من أهلِه الذين تحمَّلوا ألم فراقه، وأولى هؤلاء هم أبوه وأمه وزوجه وأبناؤه؛ فهنيئًا للشهيد بالجنة، وهنيئًا لهؤلاء بشفاعته لهم بين يدي الله تعالى في دخولهم الجنة.
وأردف المفتي قائلًا: وصاحب هذه الشهادة: إما أن يكون شهيدًا في الدنيا والآخرة إذا كان يقاتل الأعداء لإعلاء كلمة الله تعالى، وإما أن يكون شهيدًا في الدنيا فقط إذا كان قتاله الأعداء لمطلب دنيوي؛ كالرياء مثلًا. وأما الشهادة الحكمية: فصاحبها يكون شهيدًا في الآخرة فقط، وهو يخالف الشهيد الأول والثاني في أنه يُغَسَّل ويصلى عليه، بخلاف الأولين، وأجره على الله. وأقسام هذا النوع كثيرة جاء التنبيه عليها في عدد من الأحاديث النبوية؛ منها: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ».