استثنائيات.. تعرف على حالات قضاء الصوم عن المتوفى
تتلقى دار الإفتاء المصرية العديد من الأسئلة المتعلقة بالفقه الإسلامي والأحكام الشرعية، ومن بين تلك الأسئلة، تلقت الدار سؤالًا حول حكم قضاء الصوم عن المتوفى، يعاني الكثير من الأشخاص من هذا السؤال، حيث يفقد أحباؤهم قضاء أيام الصوم في شهر رمضان بسبب أسباب مشروعة مثل الحيض.
يرغب الأبناء في معرفة ما إذا كان بإمكانهم تعويض أيام الصوم عن الوالدة المتوفاة، وهل يمكنهم أن يكفروا عنها باستخدام المال المترك وتقديم القراءة على جميع المتوفين مرة واحدة.
وقد أجابت دار الإفتاء على هذا السؤال عبر موقعها الرسمي، وأفادت الدار بأن أولاد المتوفاة لهم الخيار بين قضاء الصوم عن أمهم المتوفاة أو إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته ولم تقضِه، كما يجوز لهم إخراج القيمة المادية المعادلة لأيام الصوم غير المقضية.
بالنسبة لقراءة الفاتحة أو سور أخرى من القرآن الكريم، أكدت دار الإفتاء يجوز هبة ثوابها للميت، وبإمكان أولاد المتوفاة تقديم قراءة الفاتحة وغيرها من سور القرآن الكريم لكل متوفى على حدة، أو يمكنهم إهداء القراءة لعدة أموات مرة واحدة.
فيما يتعلق بالصائم الذي يفطر بعذر ويستمر العذر حتى الموت، فإن الفقهاء اتفقوا على أنه لا يجب صيام أيام الصوم عنه ولا دفع فدية عنه، لأنه لم يترتب عليه القضاء أو الفدية بسبب عدم قدرته على صيامها، وبالمثل، فإنه لا يلحقه إثم بسبب عدم قدرته على الأداء، تمامًا كما يحدث في فريضة الحج.
أما في حالة زوال العذر وتمكن الصائم المتوفى من قضاء أيام الصوم، ولكن كفر عنه بالفعل، فهنا يختلف الفقهاء في رأيهم، يرى الجمهور من المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية الجديدة، وهو المذهب الذي يتبعه الحنابلة، أنه لا يجب صيام أيام الصوم عن الشخص المتوفى بعد وفاته، بل يجب إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي لم يقضها الصائم المتوفى.
يرتبط هذا الرأي بالمبدأ الذي يفرض عدم دخول النيابة أو الوكالة في الصوم، سواء كانت في الحياة أو بعد الوفاة، فالصوم يعتبر فريضة شخصية يجب على الفرد أن يقوم بها بنفسه. وبالتالي، يرى هؤلاء الفقهاء أنه يجب إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام غير المقضية.