لقب بذي النورين وثالث الخلفاء الراشدين.. قصة الخليفة عثمان بن عفان
تركت الشخصيات الإسلامية العظيمة أثرًا عميقًا في تاريخ الإسلام وصناعته، ومن بين تلك الشخصيات العظيمة نجد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو ثالث الخلفاء الراشدين بعد الفاروق عمر بن الخطاب.
الحياة الشخصية والأسرية
يُلقب عثمان بن عفان بذي النورين، وذلك لأنه تزوج بنتين من بنات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، رقية وأم كلثوم، ينتمي عثمان بن عفان من عائلة قريشية نبيلة، وُلد في مكة بعد عام الفيل بست سنين، كانت لديه صفات مميزة، فكان وسيمًا ولون بشرته رقيقًا، وكان يتميز بلحيته الكثيفة والكراديس العظيمة.
قصة اعتناق الإسلام
دعا أبو بكر الصديق عثمان بن عفان إلى الإسلام، وبالرغم من أنه كان في سن الثلاثينات، إلا أنه استجاب للدعوة وأسلم، ثم اعتنق الإسلام وتوجه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه.
كان رضي الله عنه ليس بالقصير ولا بالطويل، رقيق البشرة، كث اللحية عظيمها، عظيم الكراديس (كل عظمتين التقتا في مفصل)، عظيم ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، يصفر لحيته، أضلع (رجل الشديد)، أروح الرجلين (يتدانى عقباه ويتباعد صدرا قدميه)، أقنى (أي طويل الأنف مع دقة أرنبته وحدب في وسطه)، خدل الساقين (أي ضخم الساقين)، طويل الذراعين، شعره قد كسا ذراعيه، جعد الشعر أحسن الناس ثغرًا، جمته أسفل من أذنيه (الجمة: مجتمع شعر الرأس)، حسن الوجه، والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل أسمر اللون.
فترة الخلافة
بعد استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب، تم تعيين عثمان بن عفان خليفةً للمسلمين بالإجماع، تولى الخلافة بعد ثلاثة أيام فقط من وفاة الفاروق، وكان عمره آنذاك 68 عامًا.
جمع المصحف
شهدت فترة خلافة عثمان انتشار الإسلام ودخول الإسلام لهجات مختلفة، ومن أجل الحفاظ على وحدة القرآن الكريم ومنع تحريفه، قرر عثمان جمع المصحف على لهجة قريش، وهي اللهجة العربية الأصلية، وتم تسمية هذا المصحف باسم "مصحف عثمان" تيمنًا بالخليفة الذي أمر بجمعه على لهجة واحدة.
الفتوحات والتوسع الإسلامي
تميز عثمان بن عفان بإرثه الكبير في التوسع الإسلامي وفتوحاته التي وسعت حدود الدولة الإسلامية، قاد الجيوش المسلمة في العديد من الغزوات والفتوحات، ومن أبرزها:
فتح مصر
قاد عثمان بن عفان الغزوة المشهورة إلى مصر، حيث تمت السيطرة على البلاد وانتقلت تحت حكم الدولة الإسلامية، وقد أسس مدينة الفسطاط كعاصمةٍ لمصر.
فتح الشام
واصل عثمان بن عفان التوسع الإسلامي في المنطقة الشامية، وتمت السيطرة على مدنٍ مهمة مثل دمشق وحمص وحلب، وقد تم توحيد المنطقة تحت حكم الدولة الإسلامية.
كما كان من أهم أعماله في الخلافة، فتح مرو وتركيا وتوسيع الدولة الإسلامية وفتحت في أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص.
وتمت في عهده توسعة المسجد النبوي عام 29ــ30 هـ، وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين.
استشهاد عثمان بن عفان
بعد اتساع الرقعة والفتوحات الإسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالإسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة، أراد بعض الحاقدين على الإسلام إثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم، فما كنا إلا أن استشهد على يد جماعة مارقة، إذ اقتحموا عليه المنزل، وقتلوه وهو صائم والمصحف بين يديه، ومات شهيدا -رضي الله عنه- وذلك في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة، ودُفن في البقيع.