في ذكرى العاشر من رمضان.. كيف صورت السينما حرب أكتوبر
بعد ساعة من بداية فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"، يقف الفنان حسين فهمي -الذي يقوم بدور ضابط الجيش- يبشر جنوده بصدور الأوامر بعبور قناة السويس، لتدوي صيحات الجنود "الله أكبر" وبذلك تبدأ أشهر مشاهد حرب أكتوبر.
أفلام بعد الحرب مباشرة
قدمت السينما حرب العاشر من رمضان في أفلام مميزة توثق الأحداث والمعارك أبرزها: "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"الوفاء العظيم" و"بدور" (1974) ثم "حتى آخر العمر" (1975) و"العمر لحظة (1978)
الغياب والعودة
وغابت "حرب أكتوبر" عن شاشة السينما طويلا حتى بدأ تقديم قصص من وحي حرب الاستنزاف وبطولات القوات المسلحة خلالها مثل "الطريق إلى إيلات" (1994)، حتى عادت "حرب أكتوبر" إلى السينما بفيلم "حائط البطولات" (1998) الذي تم منع عرضه حينها بأوامر رئاسية كما قيل.
محمود ياسين بطل الحرب
ويلاحظ أن الفنان محمود ياسين لعب بطولة أبرز هذه الأفلام، حيث قدم أفلام "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"بدور" و"الوفاء العظيم" و"حائط البطولات"، بالإضافة إلى فيلم "أغنية على الممر" الذي تحدث عن النكسة وعرض عام 1972 قبيل "حرب أكتوبر"، وهو الفيلم الذي يعتبره النقاد من أهم الأعمال الوطنية عن الحروب.
الأفلام لا تكفي
في تصريح تلفزيوني قبل قال الناقد طارق الشناوي إنه حتى الآن لم يقدم فيلم يليق بهذا الانتصار العظيم، وتم تقديم أغلب أفلام أكتوبر كشيء من مواكبة الحدث، ولم تقدم بالعمق الكافي، وأن الأفلام بنت الهزيمة كـ"العصفور" و"أغنية على الممر" ومست الناس لأن فيها مسحة أمل عن انتصار لمحوه في الأفق.
لمذا يلح الحب وقت الحرب
ذكر الناقد محمود قاسم -في كتابه "الفيلم السياسي في مصر"- أن ذلك لم يمنع السينما بمزج قصص الحب بقصص الحرب، كما أشار إلى أن بعض النصوص الأدبية التي استلهمت هذه الأفلام أتت مكتوبة بالأساس بعد النكسة وتعبيرا عن مرارتها، مثل الرواية القصيرة لإحسان عبد القدوس بعنوان "رصاصة واحدة في جيبي" التي نشرها في أخبار اليوم بعد أشهر من النكسة، ثم استكملها بعد حرب أكتوبر بعنوان "الرصاصة لا تزال في جيبي" ليروي قصة الجندي محمد مع السلاح قبل وبعد النكسة، وهو ما حدث أيضا مع رواية "العمر لحظة" التي نشرها يوسف السباعي في حلقات بمجلة المصور قبل الحرب.
الرصاصة لا تزال في جيبي
ويؤكد قاسم أن "الرصاصة لا تزال في جيبي" واقعي، فالجيش المصري حارب من جديد من أجل هذا الفيلم، "فقد وضعت القوات المسلحة أفرادها وضباطها وأسلحتها وخبراتها في خدمة هذا الفيلم، حتى جاءت الحرب على الشاشة صورة حية من الحرب الأصلية"، ويقول إن أقوى ما في الفيلم هو معاركه الحربية فهو "أول فيلم عربي يقدم معارك حربية حديثة على مستوى راق"، وأخرج المعارك الحربية المخرجان الإيطاليان "ماريو مافي" و"ل. كونري" والمخرج خليل شوقي.