في ذكري وفاته الرابعة.. من هو محمود زقزوق وزير الأوقاف في عهد مبارك
تعتبر الشخصيات الملهمة والمفكرة العظيمة أحد الأمور التي تنير دروب الحضارة وترسخ القيم الإنسانية، ومن بين هؤلاء الشخصيات الرائدة يأتي الدكتور محمود حمدي زقزوق، الفيلسوف المفكر والوزير السابق للأوقاف، الذي ترك بصمات قوية في المجال الفكري والعلمي.
مولده ونشأته
ولد الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق في قرية الضهرية بمحافظة الدقهلية في مصر، وذلك في العام 1933م، نشأ في بيئة محبة ورعاية، حيث كان أخوه الأكبر يهتم به ويعتني به بعد وفاة والده منذ صغره، أظهر زقزوق شغفًا بالكتابة والفلسفة، حيث بدأ في كتابة مذكراته اليومية والمشاركة في الصحف والمجلات الأدبية.
رحلته العلمية والعملية
تلقى زقزوق تعليمه في المعهد الأزهري بدمياط، واستمر في رحلته التعليمية حتى حصوله على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ميونخ في ألمانيا، عمل في عدة جامعات ومؤسسات تعليمية، وشغل مناصب عليا في الجامعة الأزهرية، بما في ذلك رئاسة قسم العقيدة والفلسفة وعمادة كلية أصول الدين والدعوة، كما تولى منصب وزير الأوقاف لمدة 15 عامًا وأسهم في تجديد الفكر الديني.
الفيلسوف المفكر
كان الدكتور زقزوق مفكرًا عميقًا وفيلسوفًا متمكنًا، اجتمعت فيه الثقافة الإسلامية والمعرفة العلمية، وتأثر بفكرة الدكتور محمد البهي، المفكر الإسلامي البارز، وقد أثبت زقزوق في رسالته العلمية أن الإمام الغزالي سبق الفلاسفة في نظرية الشك المنهجي، تلقى العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة، مثل جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية وجائزة الرئيس التونسي العالمية للدراساتالإسلامية.
مساهماته الفكرية
قدم الدكتور زقزوق العديد من المساهمات الفكرية الهامة في مجال الفلسفة والعلوم الاجتماعية، كان له عمل مميز في تبسيط الفكر الديني وتطبيقه على الحياة اليومية، وتوضيح القيم الإنسانية الأصيلة في الإسلام، تحدث بشكل واسع عن قضايا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وسعى إلى توفير إطار فكري يعزز التعايش السلمي بين الثقافات والأديان.
تأثيره الثقافي
لا يمكن إغفال الأثر الكبير الذي خلفه الدكتور زقزوق في المجتمع العربي والإسلامي، ترك تأثيراً عميقاً في العديد من الشباب والباحثين، وألهمهم للانخراط في تفكير أكثر عمقًا وبحثًا علميًا، أسس مدارس فكرية ومشاريع تعليمية لنشر الوعي والمعرفة، وشارك في المؤتمرات والندوات العلمية لتبادل الأفكار والتجارب.
التراث العلمي
ترك الدكتور زقزوق تراثًا علميًا غنيًا من الكتب والأبحاث والمقالات، نشر العديد من الكتب التي تناولت مواضيع مثل التفكير الإسلامي المعاصر، والتأصيل الفلسفي للقيم الإنسانية في الإسلام، والتسامح والتعايش السلمي بين الثقافات، تعد هذه الكتب مرجعًا مهمًا للباحثين وطلاب العلم، وتحتفظ بقيمتها العلمية والفكرية حتى اليوم.
حصل الدكتور زقزوق على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، من المجلس الأعلى للثقافة بمصر عام 1997م، نال وسام الاستحقاق الأعظم مع النجمة والوشاح من ألمانيا عام 2002م، حصل على جائزة الرئيس التونسي العالمية للدراسات الإسلامية عام 2003م.
ونال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في مصر عام 2014م، وكرَّمه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في مؤتمر تجديد الفكر الديني الذي عقده الأزهر الشريف في عام 2020م، نظرًا لإسهاماته في تجديد الفكر الإسلامي.
رحل الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، عن عالمنا فى الأول من إبريل من عام 2020.