خشية زيادة النفوذين الروسي والصيني.. أمريكا تغير وجهتها مع نتنياهو
قبل ساعات من اجتماع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في واشنطن، اليوم الإثنين، أعادت وسائل إعلام عبرية ما تراها شروط واشنطن لعودة العلاقات إلى طبيعتها مع الحكومة الإسرائيلية في ظل ترؤس بنيامين نتنياهو لها.
في المقابل، يعرض محللان سياسيان لموقع "سكاي نيوز عربية" توقعاتهما لإمكانية نجاح هذه المطالب في رأب الصدع بين الجانبين، أو أن صفحة نتنياهو "أغلقتها" واشنطن وتبحث عن بديلٍ قبل أن "تفقد السيطرة" على المنطقة، وتستغل ذلك روسيا والصين.
ووسط هذا، يواجِه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطا داخلية أشد، وهي خروج مظاهرات تطالبه بالاستقالة، وتشكّك في قدراته الذهنية.
الشروط الأمريكية
في مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، السبت الماضي، بعنوان "مَن يتوق لإلقاء اللوم على نتنياهو في الخلاف مع الولايات المتحدة؟" جاء أن الخلاف ليس خلافا بين بلدين، لكنه بين نتنياهو وأمريكا التي ترفض خروجه عن الخطوط التي ترسمها للحرب، كما أنها حدّدت شروطا لإزالة التوتر بينهما.
من هذه الشروط، حسب المقالة ذاتها:
- دخول المزيد من شاحنات المساعدات وإمدادات المياه إلى قطاع غزة.
- إنشاء رصيف بحري لنقل المساعدات، وفتح ميناء أشدود لدخول الدقيق، وفتح معبر كرم أبوسالم والمعابر الأخرى.
- قبول عودة العمّال الفلسطينيين للعمل في إسرائيل.
- إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة.
- وقف إطلاق النار.
- فرض عقوبات على المستوطنين (الذين يقومون باعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم).
- القبول بإقامة الدولة الفلسطينية.
وقد تُثار هذه المطالب مجدّدا في محادثات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في واشنطن، والتي نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أنها قد تنعقد اليوم الإثنين، لمناقشة العملية العسكرية البرية التي يعتزم نتنياهو شنّها على مدينة رفح الفلسطينية.
وألغي رئيس الوزراء الإسرائيلي سفر الوفد الإسرائيلي للمحادثات الأسبوع الماضي؛ تعبيرا عن غضبه من عدم استخدام واشنطن حق النقض "الفيتو" ضد قرار في مجلس الأمن الدولي، الإثنين الماضي، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في حرب غزة.
القلق من فقد السيطرة
يربط المحلل السياسي الأمريكي، جواد الشامي، بين هذه المطالب الأمريكية وبين ما يراها "مخاوف" لدى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من تصعيد قادم في المنطقة لم تشهده منذ عقود "ستفقد خلاله امريكا سيطرتها الدبلوماسية في المنطقة".
وإذا تم فقد الثقة في أمريكا "فإن روسيا والصين قد تضعان قدما لهما في المنطقة، وبقوة"، وفق توقّع الشامي الذي يشير أيضا إلى القلق الأمريكي من انعكاس حرب غزة وتداعياتها، إن استمرّت، على فرص بايدن في انتخابات الرئاسة نوفمبر المقبل.
على أساس ما سبق، يقول الخبير في العلاقات الدولية، جاسم مطر، إن الولايات المتحدة "أغلقت صفحة نتنياهو"، وإنه "لن يكون له مستقبل سياسي بسبب معارضته لواشنطن".
لكن مطر استبعد أن تتم الإطاحة بنتنياهو، ويتوقّع أن تُدار الأمور بممارسة ضغوط عليه، ومنها هذه المطالب التي وضعتها الولايات المتحدة "لإيقاف صراع نهايته غير مرئية.