الحوثيون: ورقة طهران الرابحة في لعبة ”المصالح”
تُشكل جماعة الحوثي الورقة الأنجح في يد إيران في "لعبة المصالح" التي فرضتها حرب غزة، فهي الجبهة الأنسب ليس فقط في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، بل أيضاً لأن هجماتها وعملياتها العسكرية المهددة لحرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وربما المحيط الهندي قد تضر أيضاً منافسي طهران.
منذ 19 نوفمبر 2023، توالت إعلانات الحوثيين عن استهداف مواقع في إسرائيل ومُسيّرات أمريكية، وسفن تجارية، وصل عددها، بحسب بيانات الحوثي نفسه، إلى 75 سفينة منذ بدء هذه الهجمات. وأُصيبت 16 سفينة على الأقل خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة "غالاكسي ليدر" واحتجاز طاقمها حتى الآن، كما تسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير الماضي، في غرق السفينة البريطانية "روبيمار" في البحر الأحمر.
ولم يحُل إعلان الولايات المتحدة، في 19 ديسمبر 2023، عن تشكيل تحالف دولي متعدد الجنسيات باسم "حارس الازدهار" لحماية التجارة في المنطقة، دون مواصلة الجماعة الموالية لإيران هجماتها التي وعدت بتوسيع نطاقها.
في منتصف مارس 2024، تم الكشف عن انعقاد اجتماع في بيروت بين حركة حماس والحوثيين للتنسيق ضد إسرائيل، ما يشير إلى أن هذه الجبهة ستكون الأنشط في العمل بالوكالة نيابةً عن طهران في هذا الوقت.
لكن النتائج التي أسفر عنها هذا الاجتماع ربما لن تخدم القضية الفلسطينية ولا حتى حماس، بل قد تشكل ضغطاً إضافياً عليها؛ لأن الاجتماع أثار من جديد حالة الاستقطاب السياسي داخل لبنان، والحديث عن حدود سلطات الدولة اللبنانية.
وأخيراً، إن منطق الدول والحكومات والسياسات العقلانية هو الذي يقود إلى حلول عملية تخدم شعوب المنطقة وليس منطق المليشيات؛ هذه هي خلاصة الدروس المستفادة من الصراعات التي شهدتها المنطقة وآخرها حرب غزة.