لازاريني: جهود حل الأونروا يعرقل إنشاء دولة فلسطين
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، إن بعض الدول تسعى إلى حل وكالة الأونروا لأسباب سياسية، وهو الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لتحقيق إقامة دولة فلسطينية.
وأشار لازاريني إلى أنه جذب انتباه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى ضرورة التصدي لهذا الضغط، نظرًا لأن حل وكالة الأونروا يتعلق بشكل كبير بالجوانب السياسية، وقد يؤثر ذلك سلبًا على الجهود المبذولة لإقامة دولة فلسطينية، جاء ذلك في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء تاس الروسية.
وأوضح أن أكثر من 80 في المائة من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يعتقدون أنه في حال تم حل وكالة الأونروا، فإن ذلك قد يعرقل إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال تحقيق حل الدولتين.
وأكمل لازاريني بالقول: "أعتقد أن الجهود المستمرة لحل قضية الأونروا ستتواصل، ولكن يجب أن ندرك أن الهدف الرئيسي لهذه الجهود هو على نحو أساسي سياسي، حيث يتمثل في نزع صفة اللاجئين عن الفلسطينيين، وهو ما أكده بوضوح ممثل إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي".
وأوضح أنه ليس لديه معرفة بتوجيه إسرائيل طلبًا رسميًا إلى الأمم المتحدة بخصوص حل وكالة الأونروا، لكنه يعلم بوجود دعوات من الحكومة الإسرائيلية لهذه الخطوة والمناقشات حول بديل للوكالة.
وأكد لازاريني أنه في الوقت الراهن لا يمكن استبدال "الأونروا" بأي هيئة أخرى، حيث أنه "لا توجد منظمة أخرى قادرة على تقديم الرعاية الصحية أو التعليم بنفس الطريقة التي تقدمها وكالة الأونروا".
وأوضح أنه يعمل لدى الأونروا حوالي 13 ألف موظف في قطاع غزة، بينما يبلغ عدد موظفي ثاني أكبر وكالة تابعة للأمم المتحدة حوالي 100 موظف كحد أقصى. وأشار إلى أنه عند النظر إلى المساعدات الغذائية في غزة، فإن الأونروا تمثل أكثر من نصف الإمدادات في القطاع، مع باقي النسبة تتضمن برنامج الغذاء العالمي ومنظمات غير حكومية أخرى. وأضاف أن معظم الدول التي علقت المدفوعات للأونروا في يناير الماضي قامت بإعادة استئنافها، لكن الولايات المتحدة لم تعلن حتى الآن عن أي خطط لاستئناف تمويل المنظمة.
أشار لازاريني إلى استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، معتبراً: "ما أخشاه الآن هو ما يخطط له الجيش الإسرائيلي، سواء كانت هناك دعم عسكري من الولايات المتحدة أم لا، يظهر أن هناك استعدادات لتدخل عسكري واسع النطاق في رفح". وأشار إلى وجود أكثر من 1.45 مليون نازح بالفعل في الجنوب.
وأعرب عن قلقه البالغ حيال فكرة بدء عملية برية في رفح، مؤكدا أن المواطنين يشعرون بالقلق بسبب عدم وجود أماكن آمنة لإيوائهم في غزة. وأكد أنه في حالة شن مثل هذا الهجوم، فإنه سيكون هناك آلاف آخرين من القتلى، معبرا عن اعتقاده بأن وقف إطلاق النار قد ينقذ حياة الآلاف، بينما سيؤدي غياب وقف إطلاق النار إلى مزيد من فقدان الأرواح.