زيارة بلينكن للرياض.. جهود دبلوماسية وحوار حول الأزمة الإنسانية في غزة
بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارته للسعودية اليوم الاثنين، في مستهل جولة أوسع في الشرق الأوسط لمناقشة الأوضاع في غزة بعد الحرب، وذلك ضمن إطار الحوار مع الشركاء العرب.
تهدف هذه الزيارة أيضاً إلى حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ إجراءات ملموسة، وهو ما طالب به الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الشهر لتحسين الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن من المتوقع أن يلتقي في الرياض مسؤولين رفيعي المستوى من المملكة العربية السعودية، وسيعقد أيضاً اجتماعاً مع نظرائه من خمس دول عربية وهي قطر ومصر والسعودية والإمارات والأردن، لمناقشة شكل الحكم المتوقع في قطاع غزة بعد الحرب.
وفي يوم الأحد، صرّح ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بأن بلينكن "سيناقش الجهود المبذولة لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، بما في ذلك الإفراج عن الرهائن، وأن حماس هي العائق الرئيسي بين الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار". وأوضح أن بلينكن سيؤكد على ضرورة منع انتشار الصراع وسيتطرق إلى الجهود الحالية لتحقيق سلام وأمن مستدامين في المنطقة.
تعهدت إدارة الرئيس بايدن بوضع خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، ولكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) مؤخراً ضد محاولة في مجلس الأمن لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهي خطوة قد ترقى إلى الاعتراف بدولة فلسطينية. وأوضحت الولايات المتحدة أن أي اعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يكون نتيجة لمفاوضات مع إسرائيل.
زيارة وزير الخارجية الأميركي هي السابعة إلى الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر، وتأتي في وقت تأمل فيه الولايات المتحدة أن يُسهم التحاور حول احتمالات العلاقات مع إسرائيل في تشجيع نهج معتدل لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرفض فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وصرّح ماثيو ميلر أن بلينكن سيناقش "مساراً نحو دولة فلسطينية مستقلة يتضمن ضمانات أمنية لإسرائيل."
إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان، يشمل مجلس التعاون الخليجي قطر، التي تلعب دور الوسيط في المحادثات الرامية إلى وقف الهجوم الإسرائيلي في غزة مقابل الإفراج عن رهائن. سيعقد المجلس اجتماعًا في الرياض، وسيشارك وزير الخارجية الأميركي بلينكن في جلسة خاصة عن المناخ ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي.
صرّح ماثيو ميلر أن بلينكن سيؤكد على أهمية مكافحة تغير المناخ، وهو موضوع ذو أولوية للرئيس جو بايدن، ويبرز الفرق الواضح بين موقفه وموقف منافسه الانتخابي دونالد ترمب.
بعد السعودية، سيتوجه بلينكن إلى الأردن وإسرائيل، حيث سيتركز التركيز على الجهود المبذولة لتحسين الوضع الإنساني المتدهور في غزة. في عمان، سيجتمع بلينكن مع كبار المسؤولين الأردنيين ومنظمات الإغاثة الإنسانية لبحث تطورات جهود الإغاثة والخطوات التي يمكن اتخاذها لاحقاً. بعد ذلك، سيعود بلينكن إلى إسرائيل مع المعلومات التي جمعها خلال زيارته.