مباحثات القاهرة حول غزة.. أشواك في طريق المفاوضات بين حماس وإسرائيل
وسط المحادثات الجارية في القاهرة لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، تتبالد الاتهامات بين حماس وإسرائيل حول المفاوضات الجارية، حيث يسعي كل طرف إلى تحقيق أهدافه، وتارة تتعثر المفاوضات وتارة أخري تكتمل.
ووجه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، اتهامًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة "تخريب" هذه المفاوضات، في المقابل، أكد نتنياهو استمرارية العمليات العسكرية في غزة، مع إبداء استعداد تل أبيب لوقف مؤقت للقتال إذا أطلق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس".
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت صرح بأن "حماس" تظهر عدم اهتمامها بالاتفاق، مما قد يستدعي عملية عسكرية مكثفة في رفح بغزة في القريب العاجل. كما شهدت الحكومة الإسرائيلية خلافات داخلية حول الاتفاق المحتمل وعملية رفح.
وفي القاهرة، يواصل وفد "حماس" برئاسة القيادي خليل الحية اجتماعاته مع الوسطاء المصريين والقطريين لبحث تفاصيل اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى. وأكد هنية في بيان صادر عنه، حرص "حماس" على التوصل إلى اتفاق شامل، مؤكدًا أن الحركة أجرت سلسلة من المشاورات والاتصالات مع الوسطاء وفصائل المقاومة قبل إرسال وفدها إلى القاهرة.
وأضاف هنية أن "حماس" تأمل في التوصل إلى اتفاق يحقق وقف العدوان ويضمن الانسحاب ويشمل صفقة تبادل جادة للأسرى. ولكنه أشار إلى أن حكومة نتنياهو، التي وصفها بالمتطرفة، تسعى لاختلاق مبررات لاستمرار العنف وتخريب الجهود المبذولة من قبل الوسطاء.
من جهة أخرى، شهدت الحكومة الإسرائيلية خلافات حادة بين كبار الوزراء، حيث غادر وزير الدفاع يوآف جالانت اجتماع الحكومة احتجاجًا على تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، الذي اتهم جالانت بالتساهل في الرد العسكري.
بينما نتنياهو أكد أن أي استسلام لمطالب "حماس" يعد هزيمة لإسرائيل، مشددًا على استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق كافة الأهداف. ولفت إلى استعداد إسرائيل لوقف مؤقت لإطلاق النار في حال تم إطلاق سراح الأسرى، لكنه انتقد "حماس" لرفضها التنازل عن مطالبها بوقف دائم لإطلاق النار.
وعلى خلفية هذه التوترات، حذرت الأمم المتحدة ودول أخرى من احتمال حدوث كارثة إنسانية إذا قامت إسرائيل بعملية عسكرية كبيرة في رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين. وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن مثل هذه العملية قد تؤدي إلى مذبحة وتعطل جهود الإغاثة في جميع أنحاء قطاع غزة.