الاحتلال يعزز تواجده العسكري بتشكيل منطقة عازلة وسط قطاع غزة.. تفاصيل
مع استمرار الصراع والاضطرابات في قطاع غزة لأكثر من سبعة أشهر، تشهد المنطقة تطورات جديدة، حيث كشفت صور فضائية حديثة عن خطة الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء منطقة عازلة وسط القطاع، وهو ما يعتبر جزءاً من مشروع أوسع لإعادة تشكيل غزة وتعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي فيها.
وفقًا لتحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، يكشف التحليل الفضائي عن إنشاء ممر نتساريم الذي يمتد لمسافة 6 كيلومترات ويفصل قسمًا من مدينة غزة عن باقي القطاع، يأتي اسم الممر من مستوطنة إسرائيلية سابقة كانت تقع على الطريق الساحلي لغزة، وعلى الرغم من أن الخطة لم تُنفذ بالكامل، تعكس هذه الخطوة توجهًا لتقسيم القطاع إلى مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية.
تظهر الصور الفضائية التحصينات والقواعد العسكرية التي يقوم الجيش الإسرائيلي ببنائها داخل الممر، إضافةً إلى استيلاءه على مبانٍ مدنية وتدمير المنازل المجاورة، وقد طالبت حركة حماس بانسحاب إسرائيل من الممر كشرط أساسي في مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن هذه المفاوضات لم تحقق نتائج إيجابية حتى الآن.
على الرغم من استمرار المفاوضات على مدى الشهرين الماضيين، يواصل الجيش الإسرائيلي إنشاء مواقع عسكرية جديدة داخل الممر، بما في ذلك بناء ثلاثة قواعد عمليات خلال الأشهر الأخيرة، حسبما يشير تحليل "واشنطن بوست" لصور الأقمار الاصطناعية.
حسب تحليل أجرته الجامعة العبرية، تم تدمير ما لا يقل عن 750 مبنى لإنشاء "منطقة عازلة" تمتد لمئات الأمتار على جانبي الطريق، إضافة إلى تدمير 250 مبنى آخر في منطقة الرصيف العائم.
رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على عمليات هدم المباني المحيطة بالممر، مشيرًا إلى أنه لا يمكنه الإجابة على الأسئلة العملياتية خلال الحرب المستمرة، وفقًا لما ذكرته "واشنطن بوست".
كما يعتبر خبراء عسكريون أن هذه الخطوة جزء من عملية إعادة تشكيل طويلة المدى لجغرافية غزة، مشيرين إلى خطط إسرائيلية سابقة تهدف إلى تقسيم القطاع إلى مناطق أصغر لسهولة السيطرة عليها.
ورغم تأكيد إسرائيل أنها لا تنوي إعادة احتلال غزة بشكل دائم، إلا أن شق الطرق وتحصينها وإنشاء المناطق العازلة في الأشهر الأخيرة، قد يعكس دورًا متزايدًا للجيش الإسرائيلي في القطاع بعد انتهاء الحرب.
ولم يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوى عن خطط محدودة بشأن "اليوم التالي للحرب في غزة"، لكنه أكد مرارًا على استمرار السيطرة الأمنية على القطاع "إلى أجل غير مسمى".
وفي مقابلة أجريت معه هذا الأسبوع، أشار نتنياهو إلى أن القوات الإسرائيلية قد تحتاج إلى "التواجد داخل غزة" لضمان نزع سلاح حركة حماس.