العلاقات المصرية الصينية.. بكين شريك مستدام في القاهرة
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بكين، العاصمة الصينية، بناءً على دعوة من الرئيس الصيني شي جينبينج، لزيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية. خلال هذه الزيارة، من المقرر عقد مباحثات قمة بين الرئيس السيسي والرئيس الصيني، إضافة إلى لقاءات مع كبار المسؤولين في الصين، بهدف بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات. يأتي هذا الزيارة في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لترقية العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
تعد العلاقات بين مصر والصين بمثابة حجر الأساس عند أي حديث حول إفريقيا والصين؛ وذلك في ضوء اعتبار مصر نقطة بداية الوجود الرسمي للصين بالقارة السمراء، لكونها أول دولة إفريقية – وكذلك عربية – تُقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية منذ ما يقرب من 68 عاما، وتحديدا في 30 مايو عام 1956، عندما أصدرت الحكومتان المصرية والصينية بيانا مشتركا بهذا الشأن.
العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين
كانت العلاقات الاقتصادية والتجارية أساس وبداية التعاون بين مصر والصين، إذ شهدت الأعوام السابقة على إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بينهما قيام البلدين باتخاذ العديد من خطوات التعاون الاقتصادي والتجاري. بالإضافة إلى وجود 63 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين.
يُعد حرص البلدين على المشاركة في الأحداث والفعاليات الاقتصادية والتجارية الدولية الكبرى التي يتم تنظيمها في كليهما أحد الأبعاد الأخرى المهمة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما.
وعززت الزيارات المتبادلة لمسئولي البلدين حركة التجارة بين مصر والصين وتعد فرصة سانحة للترويج لجذب استثمارات إلى مصر في مختلف المجالات خاصة قطاعات البنية التحتية والصناعة والطاقة الجديدة .
تعد الصين من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، وحليفا استراتيجيا مهما، وأكد قيام العلاقات على التفاهم والمشاركة وتحقيق المصالح المشتركة للطرفين .
حقق التعاون الاستثماري الصيني المصري في عام 2021 حقق نجاحا كبيرا وهناك استمرار في زيادة هذا التعاون عام 2022 .
نما الاستثمار الصيني في مصر بسرعة-وبحسب إحصائيات وزارة التجارة الصينية- وصل حجم الاستثمار المباشر الصيني في مصر بنهاية عام 2020 إلى 1.191 مليار دولار أمريكي. وفي الفترة من يناير إلى سبتمبر 2021، بلغت الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر 223 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 150.6% على أساس سنوي .
هناك تعاون مكثف بين الصين ومصر في مجال الطاقة حاليا وشاركت أكثر من 20 شركة صينية في التعاون في مجال النفط والغاز في مصر تغطي الاستكشاف والاستغلال، وخدمات هندسة البترول، وتصنيع المعدات، وتجارة البضائع والتكرير والهندسة الكيميائية .
أعلنت شركة تيدا المصرية الصينية للتطوير الصناعي، أحد الاستثمارات الصينية البارزة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن دخولها في مفاوضات متقدمة مع 20 شركة تكنولوجية صينية لضخ رؤوس أموال جديدة داخل المنطقة خلال الفترة المقبلة، ويبلغ قيمة الاستثمارات التي جذبتها الشركة داخل منطقة تيدا نحو 1.2 مليار دولار حتى الآن.