الرئيس الصيني يدعو لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط
دعا الرئيس الصيني، شي جينبينغ، يوم الخميس، إلى عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب بين إسرائيل و«حماس»، وذلك خلال خطاب ألقاه أمام قادة عرب في منتدى يهدف إلى تعزيز العلاقات مع المنطقة.
هذا الأسبوع، استضاف شي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعدداً من القادة العرب.
تتخذ الصين موقف اللاعب الأكثر حياداً في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي مقارنة بالولايات المتحدة، مدافعة عن حل الدولتين مع الحفاظ على علاقات ودية مع إسرائيل، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
ترى الصين في الشرق الأوسط منطقة مهمة ضمن مبادرة الحزام والطريق للبنى التحتية التي أطلقتها، وهي ركيزة أساسية في مساعي شي لتوسيع نفوذ بلاده عالمياً.
وأعرب شي في خطابه أمام الوفود الحاضرة عن دعمه لمؤتمر سلام واسع النطاق لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال: «الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية لكن الحرب تستعر... على الحرب ألا تدوم إلى ما لا نهاية، ولا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد».
من جانبه، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي لضمان عدم تهجير الفلسطينيين، مشدداً على أهمية تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وضرورة التصدي لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
جاءت تصريحات السيسي بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي فرض "سيطرة عملياتية" على محور فيلادلفيا، وهي منطقة عازلة بين قطاع غزة ومصر، وكثف قصفه لمدينة رفح حيث تتركز المعارك مع «حماس». كان هذا المحور منطقة عازلة تسيّرت فيها القوات الإسرائيلية دوريات حتى عام 2005 عندما انسحبت في إطار خطة فك الارتباط مع قطاع غزة.
لطالما دافعت الصين عن حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. وأشاد شي، في خطابه، بعمق العلاقات مع العالم العربي، مشيراً إلى الصداقة التاريخية التي تربط الصين بالدول والشعوب العربية منذ طريق الحرير القديم. ووقّعت 21 دولة عربية اتفاقات تعاون مع بكين ضمن مبادرة «الحزام والطريق».
قال شي في خطابه، الذي نشرته وزارة الخارجية الصينية، إن الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، وتكامل أمن الإمدادات مع أمن الأسواق. وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع الجانب العربي في مجالات البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدات.
في السنوات الأخيرة، سعت بكين لتوطيد علاقاتها مع البلدان العربية، واستضافت الشهر الماضي كلاً من «حماس» و«فتح» لإجراء محادثات لدعم المصالحة بين الفلسطينيين.
يشير محللون إلى أن الصين تسعى لاستغلال حرب غزة لتعزيز موقعها في المنطقة عبر تسليط الضوء على جهودها لإنهاء النزاع في غياب تحرّك أميركي. وقالت كاميل لونس من «المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن بكين ترى في النزاع الجاري فرصة ذهبية لانتقاد ازدواجية المعايير الغربية والدعوة إلى نظام عالمي بديل. وأضافت أن الصين عند حديثها عن الحرب في غزة تتوجه إلى جمهور أوسع وتجعل النزاع محور التعارض بين الغرب والجنوب العالمي.
