الرعب والفوضى تغرق قرية سودانية.. التفاصيل الكاملة عن مجزرة ود النورة
في أيام الفوضى والصراع المستمر في السودان، استيقظت قرية ريفية على مشهد مرعب، احدثت روايات وتفاصيل متضاربة حول مجزرة وقعت في قرية "ود النورة" بولاية الجزيرة، التي أسفرت عن مصرع المئات من السكان المدنيين، حسب ما نقلته التقارير الإعلامية والناشطين على مواقع التواصل.
في خضم انقطاع الاتصالات وتبادل الاتهامات بين الأطراف المتنازعة، تكشف هذه المأساة عن حجم الرعب والمأساة التي تغرق المدنيين في غضون الحرب الدائرة بين الجيش والقوات المسلحة.
وفقًا للمعلومات المتداولة، فقد شنت قوات الدعم السريع هجومًا وحشيًا على قرية "ود النورة" الواقعة جنوب شرق القطينة، مما أسفر عن مقتل ما بين 100 إلى 200 مدني، وصف الناشطون ما حدث بـ"المجزرة"، واتهموا قوات الدعم السريع بارتكاب هذه الجريمة ضد السكان العزل في القرية.
من جانبها، نفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وأشارت إلى أنها هاجمت معسكرات كان بها عناصر من الجيش والمخابرات والقوات الإسلامية في غرب وجنوب وشمال منطقة ود النورة. وفي ظل انقطاع الاتصالات والإنترنت عن المنطقة، تتضارب الأرقام الخاصة بعدد الضحايا.
ويأتي هذا الحادث في ظل تصاعد التوترات والصراعات المسلحة بين الجيش والقوات المسلحة في السودان منذ منتصف أبريل الماضي، والتي تركت آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين والاجئين.
وتتضارب أعداد ضحايا مجزرة ود النورة في ظل انقطاع الاتصال والإنترنت عن المنطقة، في وقت يتحدث فيه نشطاء عن مقتل 200 مدني على الأقل، وفق سودان تربيون.
فيما نقلت صحيفة ألترا سودان عن معمر موسى، الذي ينشط في مجموعة لجان المقاومة "نداء الجزيرة"، قوله إن "قوات الدعم السريع هاجمت القرية من قبل وقتلت عددا من المواطنين خلال نهبها للأسواق، ومن ثم انسحبت".
وتابع أن الدعم السريع "بدأت الهجوم الثاني على قرية ود النورة في الساعة الخامسة من فجر الأربعاء، بالقصف باستخدام الأسلحة الثقيلة قبل اجتياح القرية بالكامل".
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع في بيان إن "الجيش حشد قوات كبيرة في أكبر ثلاثة معسكرات غرب المناقل، في قرية ود النورة بغرض الهجوم عليها في جبل أولياء بالعاصمة الخرطوم".
وأشارت إلى أنها "هاجمت المعسكرات، التي تضم عناصر من الجيش وجهاز المخابرات العامة وكتيبة الزبير بن العوام التابعة للإسلاميين ومستنفرين، في غرب وجنوب وشمال منطقة ود النورة".
وفي الفترة الأخيرة، تزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
وتتواصل الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، في نزاع خلّف أكثر من 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ.
تعاني البشرية منذ الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالسودان من تداعيات وخيمة، حيث يواجه البلد الآن أكبر أزمة جوع في العالم.
يعيش حوالي 25 مليون سوداني تحت خط الفقر المدقع، وهم في حاجة ماسة إلى المساعدات العاجلة لتأمين الغذاء الضروري لبقائهم على قيد الحياة، ومع تفاقم الأمر يواجه حوالي 18 مليون سوداني الجوع الحاد، في حين يعاني 5 ملايين شخص من قربهم من حافة المجاعة.
تشهد الأراضي السودانية حاليًا أزمة جوع غير مسبوقة تستدعي التدخل العاجل والفعّال من المجتمع الدولي، فقد حذر برنامج الأغذية العالمي من أن استمرار الصراع المستعر في السودان قد يتسبب في أكبر أزمة جوع في العالم.
يعاني ثلثا سكان السودان من نقص حاد في الغذاء، وتصاعدت حالات الوفاة الناجمة عن الجوع في مناطق مثل دارفور، حيث يموت طفل سوداني كل ساعتين في مخيم زمزم بسبب الجوع المروع.