وزير الخارجية التركي يتعهد بمحاسبة مرتكبي مجزرة غزة
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنه لا شك في أن مرتكبي المجزرة في غزة سيحاسبون في نهاية المطاف.
وفي حديثه في افتتاح الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية مجموعة الثماني في اسطنبول اليوم السبت، قال فيدان إن أولئك الذين يقفون من أجل السلام في فلسطين سوف تكون لهم الغلبة.
واستضافت تركيا اللقاء في قصر دولمة بهجة بإسطنبول لبحث الأوضاع في غزة.
وقال فيدان إن المنظمة تضم دولا مختلفة من ثلاث قارات، ويبلغ عدد سكانها 1.2 مليار نسمة ويبلغ إجمالي الناتج المحلي مجتمعة ما يصل إلى 5 تريليون دولار.
"اليوم، كدول مجموعة الثماني، بنجلادش ومصر وإندونيسيا وإيران وماليزيا ونيجيريا وباكستان وتركيا، نعلن دعمنا القوي لفلسطين من اسطنبول".
وشدد فيدان على أن هذه المنظمة تقوم على ستة مبادئ - السلام والحوار والتعاون والعدالة والمساواة والديمقراطية، وقال إن هذه المبادئ أصبحت أكثر أهمية في الوقت الذي يتصارع فيه العالم مع مختلف التحديات والشكوك.
وأضاف أن هذا الاجتماع تم تنظيمه لإظهار المزيد من الدعم والتضامن لفلسطين، مؤكدا إن غزة بحاجة إلى الأمل والدعم، أكثر من أي وقت مضى، ولكن قبل كل شيء، تحتاج إلى العمل. هذه الحرب لم تعد حربا بين إسرائيل وفلسطين بعد الآن، بل هي تحدي للديمقراطية العالمية."
وأشار فيدان إلى أن النظام الدولي ينهار بسبب "نفاقه" و"عمى" بعض الدول.
"تآكل الأعراف والقيم"
قال وزير الخارجية التركي إن التطورات التي تشهدها غزة أمام أعينهم خلال الأشهر الثمانية الماضية تشير إلى تآكل الأعراف والقيم منذ أكتوبر الماضي، وإن استمرار المذبحة الإسرائيلية يؤدي إلى مزيد من التصعيد المجتمعي والغضب الشعبي.
وقال "نظرا لفشل النظام الدولي في التوصل إلى حل، فإن الأمر متروك لنا، كعالم إسلامي، لتحمل المشكلة وأخذ زمام المبادرة من أجل حل دائم".
وقال فيدان إن تركيا تؤمن بحل المشاكل الإقليمية بحلول إقليمية.
وشدد فيدان على أنه منذ الأيام الأولى للحرب، اتخذت منظمة المؤتمر الإسلامي خطوات حازمة، ولأول مرة، أظهر العالم الإسلامي مثل هذا الموقف الحازم في مشاكله الإقليمية.
وأضاف "بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي، تتواصل جهود العالم الإسلامي في إطار منتديات مختلفة مثل جامعة الدول العربية ومنظمة الدول التركية ومجلس التعاون الخليجي".
"عار على الإنسانية"
وأشار فيدان إلى أن إسرائيل ارتكبت كافة الجرائم بموجب القانون الدولي الواحدة تلو الأخرى، وقال: "ما يحدث في غزة هو وصمة عار على جبين الإنسانية".
وأضاف: "الوقوف مع غزة ضد هذا الاستبداد والقمع واجب علينا جميعا أن نقوم به باسم الإنسانية".
وأضاف أنها معركة من أجل الحفاظ على الكرامة وضد الاحتلال والضم والمستوطنات غير الشرعية.
وأضاف "نحن كدول مجموعة الثماني نقف مع القضية الفلسطينية ونقف خلفها. واجتماعنا اليوم هو إعادة تأكيد لالتزامنا".
وقال فيدان إن تركيا ملتزمة بثبات بحل الدولتين، لافتا إلى إقامة دولة فلسطين ذات السيادة والمستقلة والمتصلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية شرط مسبق".
وأشار إلى أنه مع اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا ومؤخرا سلوفينيا بفلسطين كدولة، وقفت مئات الدول ضد "الظلم التاريخي".
"في مرحلة ما، ستصبح فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة. ونحن ندعو الآخرين باستمرار إلى الاعتراف بدولة فلسطين".
"لقد حان الوقت لكي يستجيب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لهذه الدعوة وألا يظل رهينة لدولة واحدة."
’لا خيار آخر سوى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة‘
وأكد فيدان أن فلسطين تستحق كافة أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والقانوني.
وأضاف: "لذلك فإن جهودنا تركز حاليًا على وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون عوائق إلى غزة وعلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار".
وأضاف أن إسرائيل "تلاعبت" و"رفضت" دائما جهود وقف إطلاق النار هذه.
وأضاف "لا يوجد خيار آخر سوى دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. وهذا أمر ضروري لسلامة وأمن الشعب الإسرائيلي وكذلك الاستقرار الإقليمي والدولي".
"ولتحقيق ذلك، حان الوقت للتفكير خارج الصندوق وبعيدًا عن صندوق الأساليب المجربة والمختبرة."
وأضاف أن تركيا مستعدة لبذل كل جهد لتحقيق هذا الهدف وتأييد هذه الخيارات القابلة للتطبيق.