رئيس التحرير يكتب: إسرائيل في القائمة السوداء للأمم المتحدة.. ماذا يعنى ذلك؟
هذا القرار المبدئي الذي أُعلن عنه من جانب الأمم المتحدة منذ أيام يمثل علامة فارقة في تاريخ الأمم المتحدة وتاريخ دولة إسرائيل المنبوذة دولياً والتي أصبحت سمعتها الآن في الحضيض.
لأن الإدراج في القائمة السوداء يؤدي إلى إصدار تقارير دورية عن إسرائيل من قبل مكتب الممثل الخاص بالأمم المتحدة المسؤول عن متابعة الدول المدرجة في القائمة السوداء وتقديم هذه التقارير إلى مجلس الأمن، فإن خطورة ضم إسرائيل للقائمة السوداء ليست رمزية أو شكلية بل تترتب عليها تداعيات قانونية وسياسية واقتصادية كبيرة لها ولحلفائها الذين ما زالوا يدعمون إسرائيل بالأسلحة حتى اليوم برغم انتهاكها لكل بند في القوانين الدولية والإنسانية وقوانين الحرب وقوانين معاملة المدنيين في زمن الحرب، خاصة الأطفال.
فإسرائيل دولة خارج القانون تتحدى القانون وتنتهك الاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل في المادة 38 التي تنص على حماية الأطفال في النزاعات المسلحة وضمان احترام القانون الإنساني الدولي.
وبلا شك أن إدراج الأمم المتحدة لدولة في القائمة السوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال له عواقب عديدة، وفي مقدمتها تدمير السمعة الدولية لها والعلاقات الدبلوماسية بينها وبين دول العالم.
فلا يمكن لدولة سمعتها في الحضيض أن يكون لها أي احترام من جانب المؤسسات الدولية ولا تستحق أن يكون لها مقعد في تلك المؤسسات.
فإسرائيل الآن أصبحت مرشحة بقوة لدخول القائمة السوداء للأمم المتحدة بسبب قتل أطفال غزة، وأرواح الأطفال ستظل تطارد قادة إسرائيل قبل مطاردة الأمم المتحدة لهم.
وهذا القرار عندما يتم اتخاذه قريباً سيؤدي إلى عواقب عديدة وملاحقات قضائية بتهمة ارتكاب إسرائيل لجرائم إبادة جماعية، ويمكن للضحايا والمنظمات الحقوقية رفع دعاوى قضائية في المحاكم الوطنية والدولية لتحقيق العدالة والتعويضات.
كما أن إسرائيل بعد إدراجها في القائمة السوداء للأمم المتحدة تصبح في محل الدولة الخارجة على القانون، ويستلزم من دول العالم كلها ألا تتعامل معها.
وهذا القرار له أهمية خاصة بسبب الطبيعة غير المتكافئة للصراع، فالجيش الإسرائيلي ضمن الجيوش القوية والأكثر تطوراً تكنولوجياً بينما لا يمتلك الفلسطينيون جيشاً أصلاً، وهذا يضع إسرائيل وحلفاءها في مأزق أخلاقي كبير.
فأصدقاء إسرائيل في الغرب على رأسهم أمريكا وبريطانيا وألمانيا ما زالوا صامتين بعد ضمها للقائمة السوداء، ولكن إلى متى يستمر الصمت؟ وهل تسعى هذه الدول للضغط على الأمم المتحدة لعدم صدور هذا القرار؟ أعتقد أن هذه الدول لو فعلت ذلك لاستوجب أن تكون هذه الدول أيضاً في القائمة السوداء لأنها شريك فعلي في كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم.
ومن هنا، من موقع اتحاد العالم الإسلامي، نعلن تأييدنا بالكامل لهذا الموقف الشجاع والقوي من جانب سكرتير عام الأمم المتحدة.
كما ندعو جميع الدول العربية والإسلامية والمحبة للسلام في العالم أن تتضامن ضد إسرائيل لإصدار هذا القرار وتنفيذه عند مناقشته قريباً داخل الأمم المتحدة، ومن يدافع عن دولة مجرمة فهو أيضاً مجرم.