تصاعد الهجمات المسلحة على قوات الأمن بباكستان.. مقتل 6 ضباط في انفجار عبوة ناسفة
لقي ستة جنود باكستانيين وضابط برتبة نقيب مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة تم زرعها على جانب الطريق، استهدفت قافلة أمنية في شمال غربي البلاد الأحد، وفقاً لبيان صدر عن الجيش الباكستاني، مما يعكس تصاعد الهجمات المسلحة على قوات الأمن.
وأشار البيان إلى أن الهجوم وقع في منطقة لاكي مروات بإقليم خيبر بختونخوا، القريب من الحدود مع أفغانستان. وأكد الجيش الباكستاني في بيانه: "قوات الأمن عازمة على القضاء على خطر الإرهاب".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الشكوك تحوم حول حركة "طالبان" الباكستانية التي تتمتع بوجود قوي في المنطقة، بحسب تقرير لـ"أسوشييتد برس" الاثنين. تجدر الإشارة إلى أن حركة "طالبان" الباكستانية، المعروفة باسم "تحريك طالبان باكستان"، قد تعززت منذ سيطرة حركة "طالبان" الأفغانية على السلطة في كابل عام 2021.
شهدت باكستان تصاعداً في وتيرة الهجمات المسلحة في السنوات الأخيرة، خاصةً في خيبر بختونخوا. ففي يناير 2023، قتل مسلحون ما لا يقل عن 101 شخص، معظمهم من ضباط الشرطة، عندما هاجم انتحاري متنكر في زي شرطي مسجداً في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد. يوم الأحد، أصدرت "إدارة مكافحة الإرهاب" التابعة للشرطة في بيشاور تقريراً أفاد بمقتل 65 من ضباط الشرطة، وإصابة 86 آخرين في 237 حادثاً إرهابياً في الإقليم خلال الأشهر الخمسة الماضية. وأفاد التقرير بأن الشرطة قتلت 117 مسلحاً واعتقلت 299 آخرين في سلسلة من العمليات.
الجماعات الإسلامية المسلحة أعلنت مسؤوليتها عن معظم الهجمات على قوات الأمن هذا العام. وتقول السلطات الباكستانية إن حكام "طالبان" الأفغانية يوفرون الملاذ لمقاتلي حركة "طالبان باكستان" عبر الحدود المضطربة. ومن جانبها، تصر حكومة "طالبان" الأفغانية على أنها لا تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية لممارسة العنف في أي دولة. كما نفت حركة "طالبان باكستان" أيضاً استخدام الأراضي الأفغانية لاستهداف القوات في إسلام آباد.
وأفاد المكتب الإعلامي للجيش الباكستاني بأن الجنود قتلوا عندما انفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع في مركبة تابعة لقوات الأمن في منطقة لاكي مروات بإقليم خيبر بختونخوا. وأكد الجيش أن "قوات الأمن الباكستانية عازمة على القضاء على خطر الإرهاب. ومثل هذه التضحيات التي يقدمها جنودنا البواسل تزيد من عزمنا".
وقد شهدت باكستان زيادة في هجمات حركة "طالبان" الباكستانية منذ استيلاء نظرائها الأفغان على السلطة في أفغانستان في 2021.
وطلبت السلطات الباكستانية، الشهر الماضي، من الحكومة الأفغانية المؤقتة اتخاذ إجراءات ضد حركة "طالبان باكستان" المتشددة، جراء موجة من الهجمات الإرهابية وقعت مؤخراً، منها تفجير السيارة المفخخة الذي أسفر عن مقتل خمسة مهندسين صينيين في مارس.
يُذكر أن حركة "طالبان" الباكستانية، وهي جماعة منفصلة عن حركة "طالبان" التي تتولى السلطة الآن في أفغانستان، قد قتلت نحو 80 ألف باكستاني خلال أحداث عنف استمرت لعقود.