شعار مكافحة الفقر ودعم الشباب.. بعد حصوله على أعلى تصويت من هو المرشح الموريتاني الغزواني؟
في المشهد السياسي الموريتاني، وفي ظل تتواصل عملية فرز الأصوات في انتخابات رئاسية حاسمة، وسط اتهامات بالتزوير وشكوك بشأن النزاهة الانتخابية، يترقب الموريتانيون بفارغ الصبر النتائج النهائية التي ستحدد مستقبل البلاد.
شهدت موريتانيا تاريخًا مضطربًا من الانقلابات العسكرية بين عامي 1978 و2008، قبل أن تحقق أول انتقال سلمي للسلطة بين رئيسين منتخبين في عام 2019، تواجه البلاد اختبارًا جديدًا لنظامها الديمقراطي من خلال هذه الانتخابات الرئاسية التي تجمع بين الاستمرارية التي يمثلها الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الغزواني، والتغيير الذي يتطلع إليه المرشحون المنافسون.
وفقًا للنتائج الأولية الصادرة عن اللجنة الوطنية للانتخابات في موريتانيا، فقد تقدم الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني بحصوله على 45.95% من الأصوات بعد فرز نحو 4.37% من الأصوات في أكثر من 200 مركز اقتراع. في المقابل، حصل منافسه الرئيسي، الناشط المناهض للعبودية بيرام الداه أعبيد، على 24.64% من الأصوات.
يقدم الغزواني نفسه كضامن لاستقرار موريتانيا التي لم تشهد أي هجمات إرهابية منذ عام 2011، في الوقت الذي تواجه فيه مالي ودول الساحل الأخرى العديد من الهجمات.
وقد تعهد خلال حملته الانتخابية بتحقيق "انتصار ساحق في الجولة الأولى"، وانتشرت صوره مع شعار "الخيار الآمن" في كل مكان في العاصمة والأقاليم.
ركز الغزواني في حملته على مكافحة الفقر ودعم الشباب الذين يمثلون أكثر من 70% من السكان.
ويأمل في إجراء مزيد من الإصلاحات الاقتصادية في ولايته الثانية، مستفيدًا من آفاق اقتصادية مواتية.
ومن المتوقع أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي 4.9% خلال الفترة 2024-2026، بفضل بدء إنتاج الغاز في النصف الثاني من عام 2024، وفق تقديرات البنك الدولي.
واتهم بيرام الداه عبيدي اللجنة الوطنية للانتخابات بالتآمر مع مؤيدي الغزواني وشراء أصوات الناخبين بالمال العام، داعيًا أنصاره لمحاربة التزوير بالوسائل القانونية.
كما تعهد حمادي ولد سيدي المختار، مرشح حزب "تواصل" الإسلامي، بالبقاء يقظًا لأي انتهاك.
ولد محمد الشيخ الغزواني، المعروف بالغزواني، في 4 ديسمبر 1956 في مدينة بومديد، ولاية العصابة، وينتمي إلى أسرة عريقة في المنطقة.
درس في الأكاديمية العسكرية بمكناس في المغرب وتخرج منها برتبة ملازم.
وواصل تعليمه وحصل على شهادات عليا في الدراسات العسكرية من الأكاديميات العسكرية الفرنسية.
وشغل مناصب عسكرية متعددة، بما في ذلك قيادة الأركان العامة للجيوش الموريتانية لفترة طويلة.
وكان من المقربين للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وشارك في الانقلاب العسكري الذي أوصله إلى السلطة عام 2008.
تولى وزارة الدفاع قبل ترشحه للرئاسة، وكان له دور فعال في الحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد.
وانتخب رئيسًا للجمهورية الإسلامية الموريتانية في 22 يونيو 2019، وتولى مهامه رسميًا في 1 أغسطس 2019.
ومنذ توليه الرئاسة، ركز على مكافحة الفقر والبطالة، وتعزيز التعليم والصحة، وتطوير البنية التحتية.
عمل على تحسين العلاقات الخارجية لموريتانيا، خاصة مع الدول الأفريقية والعربية والأوروبية.
ويسعى الغزواني لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في موريتانيا.
كما يركز على مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية في الإدارة الحكومية، وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة.