تقدير أوكراني لدور السعودية في المشاورات الأمنية وقمة السلام
أكد السفير الأوكراني في السعودية، بيترينكو أناتولي، أن بلاده بدأت التحضير لقمة السلام الثانية.
وأوضح أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صرح بأن كييف ستستمر في التعاون مع شركائها الرئيسيين في مشاورات أمنية ومؤتمرات تنسيقية للوصول إلى خطة سلام شاملة تحظى بدعم المجتمع الدولي. وأشار إلى تقدير أوكرانيا للشراكة مع السعودية في هذا الشأن، والذي يعتبر أولوية دبلوماسية قصوى لأوكرانيا.
وفي تصريحات صحفية، أعرب أناتولي عن امتنان بلاده للجهود السعودية في الوساطة، التي أسفرت عن الإفراج عن عدد من أسرى الحرب في سبتمبر 2022.
وأكد أن هذه الجهود عززت سمعة السعودية دولياً، مشيراً إلى مناقشة هذا الأمر في سويسرا خلال الجلسة العامة لقمة السلام، حيث لعبت السعودية دوراً بناءً.
وأشار السفير الأوكراني إلى أن الهدف المشترك هو إنساني ويتمثل في إعادة جميع السجناء والمحتجزين بشكل غير قانوني والمشردين، بمن فيهم الأطفال، إلى ديارهم، مشيدا بدور السعودية في هذا المجال.
كما أعرب عن تقدير أوكرانيا للسعودية التي تلتزم بسياسة خارجية متسقة، وتدين جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا، وخاصة تلك التي تستهدف الأطفال والمدنيين.
وأكد أن السعودية تدعم أوكرانيا سياسياً وعملياً في جهودها لاستعادة وحدة أراضيها وسيادتها.
وأشار السفير إلى استمرار ارتكاب روسيا لجرائم حرب وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي، حيث شنت القوات الروسية هجوماً صاروخياً على مدنيين في كييف، مستهدفة أكبر مركز طبي للأطفال، مما أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير المستشفى الذي كان يعالج الأطفال من أمراض خطيرة.
وأعلن عن مقتل ما لا يقل عن 41 شخصاً، بينهم 3 أطفال، وإصابة نحو 170 مدنياً، بينهم 13 طفلاً، نتيجة الهجوم الروسي، الذي وصفه بأنه جريمة حرب تتطلب إجراءات جنائية. ودعا أوكرانيا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للرد على هذا العمل الإرهابي.
في ظل تصاعد العمليات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، أكد بيترينكو على أهمية الموقف السعودي في العملية السياسية والمشاورات الأمنية التي أجريت في عدة مدن، مشيراً إلى زيارة الرئيس الأوكراني للسعودية ثلاث مرات منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ولقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد على دعم السعودية للجهود الدولية لحل الأزمة.
وزار وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أوكرانيا في فبراير العام الماضي، حيث التقى بالرئيس زيلينسكي وعدد من المسؤولين الأوكرانيين.
واستمرت السعودية في إرسال مساعدات إنسانية للشعب الأوكراني عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، بموجب اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الجانبين، تضمنت تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 400 مليون دولار، بالإضافة إلى مساعدات طبية وإيوائية عاجلة بقيمة 10 ملايين دولار للاجئين الأوكرانيين في الدول المجاورة.
وأعلنت العاصمة الأوكرانية الحداد بعد ضربات روسية أودت بحياة 30 شخصاً على الأقل، وتدمير أكبر مستشفى للأطفال. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الحصيلة قد ترتفع مع استمرار عمليات البحث. وأفاد الرئيس الأوكراني بمقتل نحو 40 شخصاً في أنحاء البلاد نتيجة الهجوم الروسي.
من جانبها، أشارت ممثلة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في أوكرانيا، دانييل بيل، إلى احتمال كبير بأن يكون مستشفى الأطفال في كييف قد أصيب بصاروخ روسي، مع تأكيد الحاجة إلى تحقيق أكثر تعمقاً.
وفي الوقت نفسه، قُتل 4 أشخاص على الأقل في قصف أوكراني على منطقة بيلغورود الحدودية الروسية، وأصيب 20 آخرين، حسبما أعلن حاكم المنطقة.
تأتي هذه التطورات في وقت تبدأ فيه قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن، للاحتفال بمرور 75 عاماً على تأسيس الحلف، وسط تحديات متعددة، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والدعوات المتزايدة بشأن إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن.