ملفات قمة ”الناتو”.. آمال أوكرانيا ومستقبل الرئيس الأمريكي على طاولة المفاوضات
تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم الثلاثاء، القمة السنوية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وسط تحديات داخلية في التحالف العسكري، أبرزها أداء الرئيس جو بايدن خلال مناظرته مع سلفه دونالد ترامب، والانتخابات الأخيرة في عدة دول أوروبية، منها فرنسا.
يأمل قادة الناتو خلال القمة التي تستمر ثلاثة أيام في الاحتفال بوحدة جديدة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتوجيه رسالة تحذير إلى الصين، لتأكيد قوة التحالف. ومع ذلك، فإن الاضطرابات الداخلية في الدول الأعضاء تلقي بظلالها على هذه الاجتماعات.
سيتعهد الحلفاء بمواصلة دعم أوكرانيا، إلا أن خطط تأمين مساعدات طويلة الأجل لكييف تبدو متعثرة، ولا تزال آمال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في الانضمام إلى التحالف بعيدة، خاصة مع تهديد ترامب السابق بالانسحاب من الناتو والذي يتقدم في استطلاعات الرأي على بايدن.
الزعيم الذي يأتي إلى الاجتماع في أقوى موقف هو رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، الذي أثار الشكوك حول التزامه طويل الأمد بالناتو مع تعهده بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي "بمجرد أن تسمح الموارد المالية العامة بذلك"، دون تحديد تاريخ محدد، بينما تعهد المحافظون بتحقيق ذلك بحلول عام 2030.
لا "جائزة" لزيلينسكي
من غير المتوقع أن يمنح أعضاء التحالف لزيلينسكي كل ما يريده. ورغم أنه من المتوقع أن يقدم الحلفاء ضمانات أمنية جديدة وبعض معدات الدفاع الجوي، فإن زيلينسكي لن يحصل على "الجائزة" التي يرغب فيها أكثر من أي شيء آخر، وهي الدعوة الرسمية للانضمام للناتو.
بدلاً من ذلك، ستحصل كييف على تعهد متكرر بأنها ستصبح عضواً في نهاية المطاف، رغم أن المسؤولين ما زالوا يناقشون اللغة التي سيتم استخدامها في البيان الختامي. في البداية، تراجعت الولايات المتحدة وألمانيا عن وصف مسار أوكرانيا إلى العضوية بأنه "لا رجعة فيه"، لكنهما اتفقتا لاحقاً على حاجة كييف إلى المزيد من الإصلاحات لمكافحة الفساد.
وقال زيلينسكي في وارسو، في طريقه إلى واشنطن: "نود أن نرى تصميماً أكبر لدى شركائنا ونسمع ردوداً حازمة على هجمات روسيا"، ودعا مراراً إلى تقديم المزيد من المساعدات، بما في ذلك بطاريات "باتريوت" إضافية للدفاع الجوي.
التركيز على بايدن
رغم كل المناورات بشأن أوكرانيا، سيكون التركيز في القمة على الرئيس بايدن (81 عاماً)، الزعيم الوحيد في الحلف الأقدم من الناتو نفسه (75 عاماً). قبل أدائه المخيب في المناظرة مع ترامب في 27 يونيو، كان بايدن يأمل أن تؤكد هذه القمة نجاحه في استعادة وحدة الحلفاء بعد أربع سنوات صعبة في عهد ترامب، وتعزيز موقفه قبل الانتخابات المقبلة.
أضافت الولايات المتحدة يوماً إلى اجتماعات الحلف ليصبح ثلاثة أيام بدلاً من يومين. لكن هذا القرار قد يكون عبئاً على بايدن، الذي يواجه أسئلة حول ما إذا كان لا يزال مؤهلاً لتولي الرئاسة. سيتم تدقيق حركاته وتصريحاته، بحثاً عن علامات تدل على تقدمه في العمر، وسيكون لدى زعماء العالم فرص أكبر لرؤيته عن قرب.
وحدة الناتو
فشل الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج مؤخراً في تأمين تعهد قوي بتمويل طويل الأمد لأوكرانيا. وافق الحلفاء بدلاً من ذلك على إنفاق ما لا يقل عن 40 مليار يورو (43 مليار دولار) سنوياً على المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مع الإشارة إلى مراجعة هذا الهدف في العام المقبل.
قلل ستولتنبرج من المخاوف بشأن وحدة التحالف، مشيراً إلى أن هذه القمة ستكون الأخيرة له قبل أن يسلم قيادة الناتو إلى رئيس الوزراء الهولندي السابق مارك روته. قال ستولتنبرج الأسبوع الماضي: "رغم القلق حول الحكومات الجديدة والقوى السياسية، فإن الناتو يظل تحالفاً قوياً".
إدارة بايدن، التي أعلنت عن حوالي 2.2 مليار دولار من المساعدات الأمنية قبل القمة، متفائلة أيضاً. أشار مسؤول أميركي كبير إلى أن 23 من أعضاء التحالف يحققون الآن هدف الإنفاق الدفاعي بنسبة 2% أو أكثر من الناتج المحلي الإجمالي، ما يعني 180 مليار دولار إضافية سنوياً. من المتوقع أيضاً أن يطلب التحالف من الصين المساعدة لروسيا.