ما حكم التشويش على المصلي أثناء صلاته؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم التشويش على المصلي أثناء صلاته كإضحاكه ونحو ذلك، حيث أكدت لجنة الفتوى الرئيسة بالدار أن التشويش على المصلي أثناء صلاته بنحو إضحاكه وما شابه ذلك حرام شرعًا؛ ومن يفعل ذلك يكون آثمًا.
وأضافت اللجنة، في بيان فتواها، أن الصلاة ركن الدين وعماده، لها قدسيتها وحرمتها؛ فهي خطاب ومناجاة حاصلة بين العبد وربه سبحانه وتعالى، ولا بد للعبد من تحصيل الخشوع الذي تستقيم به هذه المناجاة، وذلكم الخطاب؛ ليكون ممن قال الله تعالى فيهم: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]. ومن هنا منع الإسلام كل شيء يؤدي إلى التشويش على المصلي مما يؤثر على خشوعه، سواء من داخل الصلاة، أو من خارجها، ولا يصح من مسلم أن يقتحم حرمة الصلاة وقدسيتها بإضحاك المصلي أو نحو هذا؛ لما في ذلك من الإثم العظيم.
وأشارت لجنة الفتوى في نص فتواها عبر الصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، إلى أنه لم يفرق الفقهاء بين ما إذا كان التشويش على المصلي بطاعة أو معصية، فنصوا على منعه وحرمته إذا كان بطاعة، ففعله بنحو إضحاك المصلي أشد حرمة.
في سياق آخر، تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا ورد إليها جاء نصه: هل يجوز الاعتماد على الساعات الذكية والتطبيقات الإلكترونية في تحديد أوقات الصلوات، وفي تحديد وقت الفطر خلال شهر رمضان؟ فأنا أسكن وأهلي في منزلٍ أعددته بجوار مزرعتي بعيدًا عن المدينة، وقد لا أسمع الأذان وأنا بداخله، وقد ظهرت ساعات ذكية وكذلك تطبيقات إلكترونية تساعد على معرفة مواقيت الصلاة.
وقالت الدار عبر موقعها الرسمي: يجوز الاعتماد على تلك التقنيات الحديثة متى أجيزت من قبل الُمختَصِّين، وكانت مضبوطة وفق توقيت بلد مستخدمها، وإلَّا فلا.
وأوضحت: من المقرَّرِ شرعًا أنَّ لكلِّ صلاةٍ وقتًا معلومًا ومحدَّدًا ضبطه الشرع الشريف؛ وأمر المسلم بأداء الصلاة فيه؛ ويدلُّ على ذلك قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
وأكدت: قال الإمام النسفي في "مدارك التنزيل" (1/ 392، ط. دار الكلم الطيب): [مكتوبًا محدودًا بأوقاتٍ معلومة] اهـ، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنَّه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن وقت الصلوات، فقال: «وقت صلاة الفجر ما لم يطلع قرن الشمس الأوَّل، ووقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء، ما لم يحضر العصر، ووقت صلاة العصر ما لم تَصْفَرَّ الشمس، ويسقط قرنها الأوَّل، ووقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس، ما لم يسقط الشَّفَق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل» أخرجه مسلم.