«اعتدال»: الفهم التبسيطي للتطرف يعزز خطورته ويفاقم انتشاره المتطرف
أكد المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال»، أن الفهم التبسيطي للفكر المتطرف يغفل عن التحليل العميق للأسباب الحقيقية التي تقود إلى انتشاره. بدلاً من ذلك، ويركز على جوانب ثانوية من دون أهميتها، مما يسمح للتطرف بالتماسك والتعمق في الجذور الاجتماعية والنفسية.
وأوضح المركز، أن المناقشات والمحاورات مع المتطرفين نتيجة للفهم التبسيطي، والتي قد تجري صاحبها إلى فخ ترويج مقولات التطرف دون قصد، هذا يساهم في نشر وتعزيز الخطابات الطائفية والعنيفة دون تحقيق أهداف مكافحتها.
وأضاف اعتدال أنه يجب التعامل مع الفكر المتطرف كظاهرة إجرامية تستدعي استراتيجيات متعددة، بما في ذلك العلاج الاستباقي والضبط القانوني الصارم. يتضمن ذلك الحفاظ على المناخ الذهني الصحيح للحوار البناء وتعزيز الأفكار السليمة بدلاً من الانغماس في نقاشات تثير الجدل دون فائدة عملية.
وتابع أنه على المجتمعات والأفراد الابتعاد عن الفهم التبسيطي للفكر المتطرف، والتعامل معه بطريقة شاملة ومتوازنة تستهدف جذوره وتمنع انتشاره. هذا يتطلب التركيز على حل المشكلات الحقيقية والاستفادة من الأدوات القانونية والاجتماعية المتاحة لضمان أمن وسلامة المجتمع بأسره.
يواصل المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» وبالتعاون مع منصة «تليجرام» جهودهما في التصدي للأنشطة الدعائية المتطرفة للتنظيمات الإرهابية، إذ أزالت خلال العام الماضي 43.869.753 محتوى متطرفا، وإغلاق 6.264 قناة متطرفة.
يذكر أن التعاون المشترك ما بين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» ومنصة «تليجرام» تمكن من إزالة 58.891.704 محتويات متطرفة، وإغلاق 13.088 قناة متطرفة منذ بداية التعاون في فبراير 2022م وحتى ديسمبر 2023م.
وجاء إنشاء المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال) بمدينة الرياض في مايو 2017 إضافة غير مسبوقة، وقد ركز جهوده على تفنيد الشبهات التي يثيرها الإرهابيون، وتأكيد الدور السالب لأرباب الفتنة وشيوخ الضلال ممن يريدون إغواء الشباب واستغلالهم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية عبر سبل وأساليب ملتوية كثيرة تقوم على تحوير الوقائع، وتزييف الحقائق، وانتزاع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من سياقها وتسخيرها لخدمة أغراضهم.
وتصدى المركز لهؤلاء في معارك فكرية مطوّلة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة ودهاليز الإنترنت التي جعلها المتطرفون ساحة لهم لتجنيد الأتباع، وألحق بهم هزائم فكرية داوية، لا تقل في أثرها وتأثيرها عن تلك التي ألحقتها بهم القوات الأمنية في ميادين القتال، وأنشأت المملكة مركز الحرب الفكرية "فكر" وتم القيام بهذه المبادرة لمواجهة جذور التطرف وتعزيز الفهم الحقيقي للإسلام في جميع أنحاء العالم، وهو مركز تابع لوزارة الدفاع السعودية ويضم خبراء تقنيين ذوي خبرة واسعة من مختلف الأطياف وذلك فيما يتعلق بالموضوع المطروح لضمان أفضل النتائج.