السودان في دوامة النزاع.. أصوات الرصاص تعلو على صوت السلام
تجدد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يزيد من غموض مستقبل الصراع، على الرغم من الجهود الإقليمية والدولية المكثفة لاحتواء الأزمة المتصاعدة. وقد أصبحت أصوات الرصاص أكثر وضوحًا من محاولات المفاوضات لوقف القتال.
في يوم الأحد، شهدت المدن السودانية مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وتدمير المنشآت الحيوية، بالإضافة إلى موجة جديدة من النزوح.
وفي تصريح صحفي، أفادت مصادر عسكرية سودانية بأن قوات الدعم السريع قامت مساء السبت بقصف أحياء في أم درمان والفاشر وسنار (جنوب شرق) بالمدفعية. في المقابل، نفذ الجيش عمليات عسكرية واسعة النطاق في منطقة مدينتي الفاو والقضارف بمشاركة القوات المشتركة والوحدات القتالية كافة.
كما أبلغت المصادر عن مقتل شخصين على الأقل في مدينة الفاشر إثر استهداف قذيفة مدفعية من قوات الدعم السريع لمنزل في حي الدرجة الأولى غرب المدينة. وقد طال القصف أيضًا محيط مطار الفاشر وحي "أبو شوك"، مما أسفر عن إصابات عديدة بين المدنيين وتدمير عدد من المنازل. وذكرت المصادر أن الطيران الحربي التابع للجيش استهدف مواقع قوات الدعم السريع في أجزاء من الفاشر.
وفي 23 أغسطس الماضي، انتهت محادثات سويسرا بشأن الأوضاع السودانية دون حضور ممثلي الجيش، ودون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، التزم الطرفان بضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر ممرين رئيسيين.
ووفقًا للمصادر العسكرية، شهدت مدينة القضارف شرقي السودان معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة منذ الجمعة الماضية، مما أدى إلى موجة جديدة من النزوح. وقد نفذ الجيش عمليات عسكرية واسعة النطاق في محور مدينتي الفاو والقضارف.
تزامن استهداف قوات الدعم السريع لمدينة سنار مع وصول أول قافلة تجارية إلى المنطقة منذ الحصار شبه الكامل المفروض عليها منذ يونيو الماضي. كما شهد حي الثورة جنوبي الفاشر وقوع قتلى وجرحى إثر غارة جوية نفذها طيران الجيش، حسبما أفادت مصادر طبية.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن سقوط 7 قتلى و25 جريحًا جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مناطق في شمال وغرب مدينة أم درمان.
إلى ذلك، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن أحد مرافقها الطبية في جنوب العاصمة الخرطوم تعرض للنهب على أيدي مجموعة مسلحة. ووفقًا للبيان الصادر عن المنظمة، اقتحمت مجموعة تضم 20 رجلًا مسلحًا مركز الشهيد وداعة الله للرعاية الصحية الأولية، وفرضوا على الحراس فتح المرافق المختلفة ونهبوا معدات اتصالات ضرورية ومواد غذائية.