ماكرون في سباق مع الزمن.. البحث عن رئيس وزراء في خضم الأزمة السياسية الفرنسية
يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساعيه للخروج من الأزمة الدستورية التي تعيشها البلاد، حيث يركز جهوده اليوم الاثنين على العثور على رئيس وزراء جديد بعد نحو شهرين من الجمود السياسي عقب الانتخابات التشريعية غير الحاسمة. وقد استضاف ماكرون في هذا السياق كلا من الرئيسين السابقين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف، الذي يُنظر إليه كأبرز المرشحين للمنصب.
تعيش فرنسا منذ الانتخابات التشريعية في 7 يوليو حالة من الشلل السياسي، حيث تصدرت قوى اليسار المشهد البرلماني، فيما جاء الوسطيون من معسكر ماكرون واليمين المتطرف كأبرز القوى الأخرى. ومع الرفض الذي أبداه ماكرون لترشيح رئيس وزراء يساري، بسبب احتمال عدم قدرته على الحصول على ثقة البرلمان، تأخرت عملية تشكيل الحكومة، مما أثار استياءً متزايدًا بين المعارضين.
في ظل تزايد الحاجة إلى تحرك عاجل، استضاف ماكرون اليوم برنار كازنوف، الاشتراكي البارز الذي شغل منصب رئيس الحكومة في آخر سنوات فترة رئاسة فرانسوا هولاند من 2012 إلى 2017، ولديه خبرة كبيرة كوزير للداخلية خلال هجمات باريس في 2015. ويُنظر إلى كازنوف كمرشح محتمل قادر على تأمين تصويت الثقة في الجمعية الوطنية، التي تنقسم بشكل شبه متساوي بين تحالف الجبهة الشعبية اليساري، ومعسكر ماكرون الوسطي، والتجمع الوطني اليميني المتطرف.
اليسار يصر على حقه في تشكيل الحكومة باعتباره الكتلة الأكبر، إلا أنه لا يزال ينقصه حوالي 100 مقعد لتحقيق الأغلبية في البرلمان المكون من 577 مقعدًا. رغم ذلك، فقد تأخر ماكرون في تسمية مرشحته لرئاسة الوزراء، الخبيرة الاقتصادية لوسي كاستيتس، بسبب اعتقاده بأن تعيينها لن يحقق الاستقرار المؤسسي المطلوب.
تزداد الضغوط مع اقتراب الموعد النهائي في الأول من أكتوبر، حيث يتعين على الحكومة الجديدة تقديم مشروع قانون الموازنة لعام 2025. وفي ظل تزايد الديون وتخفيض التصنيف الائتماني من قبل ستاندرد آند بورز، تسعى فرنسا جاهدة للتعامل مع العجز المفرط وتلبية متطلبات المفوضية الأوروبية. وقد أكد وزير المالية المؤقت توماس كازيناف أن أي حكومة قادمة يجب أن تواصل الجهود لخفض العجز.