بعد اتهام صلاح الدين التيجاني بالتحرش .. الإفتاء توضح معنى السيادة في الخطاب الديني
أثار الشيخ صلاح الدين التيجاني، أحد أبرز شيوخ الطرق الصوفية، جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد اتهام فتاة مهندسة معمارية، تقيم حاليًا في روسيا، بالتحرش بها. وأوضحت الفتاة عبر حسابها على فيسبوك أنها تلقت صورة غير لائقة من الشيخ، مما صدمها نظرًا لشعبيته الكبيرة وعلاقته القريبة بعائلتها.
هذا وقد أثارت الواقعة ردود فعل متباينة، حيث أبدى العديد من المتابعين تعاطفهم مع الفتاة، فيما دعت هي الله أن يغفر لها ما بدر منها بسبب صغر سنها، مشيرة إلى نقص الدعم من عائلتها التي ما زالت تتابع الشيخ.
أعربت الفتاة عن صدمتها إزاء الواقعة، مشيرة إلى أن شهرة الشيخ وعلاقته القريبة بعائلتها زادا من صعوبة الموقف. وقد دعت الله أن يغفر لها ما بدر منها بسبب صغر سنها، مبيّنة أنها لم تتلقَ الدعم الكافي من عائلتها التي ما زالت تتابع الشيخ.
الشيخ صلاح الدين التيجاني الحسني معروف بكونه من الصوفيين الذين يُشهد لهم بالكرامات، ولديه مريدون من مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك بعض المشاهير مثل الكاتب عمر طاهر والفنانين علاء مرسي ونشوى مصطفى وحجاج عبد العظيم، الذين تفاعلوا معه في بعض منشوراته.
أثارت واقعة الشيخ صلاح الدين التيجاني نقاشًا حول مفهوم السيادة وإمكانية إطلاقه على الأفراد. وقد أوضحت دار الإفتاء في وقت سابق أن لفظ "السيد" يُستخدم للإشارة إلى الشريف والفاضل، ولا يتعارض مع السيادة المطلقة لله تعالى.
لفظ "السيد" في اللغة يُستخدم للإشارة إلى الرب والمالك، وأيضًا يُطلق على الشريف والفاضل والكريم. يُعتبر "السيد" من يتفوق في الخير، كما يتضح في "لسان العرب" لابن منظور.
في السياق الإسلامي، تم استخدام هذه الألقاب لتعظيم بعض الشخصيات لأغراض مشروعة، كما أشار الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم. حيث بيّن أن تعظيم الأفراد، مثلما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع هرقل، يُعتبر أمرًا مقبولًا في الشريعة، خاصة إذا كان يُقصد به إظهار الاحترام أو الدعوة بطريقة لطيفة.
إطلاق الألقاب مثل "السيد" لا يتعارض مع السيادة المطلقة لله، بل هو من باب الاعتراف بفضل أو علم أو مكانة شخص ما بين قومه، مما يُظهر التقدير لذوي الفضل.
تأكيدًا على معاني لفظ "السيد" في السياق الإسلامي، يُظهر النص كيف تم استخدامه لتعبير عن الاحترام والتقدير لأهل الفضل والعلم. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم استخدم هذا اللقب عند الإشارة إلى شخصيات مهمة مثل سعد بن معاذ، مما يعكس أهمية إكرام أصحاب الفضل.
إضافة إلى ذلك، يبرز النص كيف أن تعظيم الأشخاص، مثل عظماء القوم أو العلماء، لا يتعارض مع السيادة المطلقة لله، بل يأتي كجزء من التقدير البشري للفضل والصلاح. هذا الاستخدام للألقاب يُعبر عن ثقافة الاحترام والتقدير في المجتمع الإسلامي، ويعزز من قيمة العلم والخير بين الناس.
استخدام لفظ "السيد" في القرآن الكريم يشير بوضوح إلى الاحترام والتقدير للأدوار الاجتماعية، كما يتضح من الآية التي تشير إلى "سيدها" في قصة يوسف. هنا يُستخدم اللفظ للإشارة إلى الزوج، مما يعكس كيف كان يُعتبر الزوج شخصية محورية في المجتمع.
كما أن حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يُظهر أهمية التعرف على كبير القوم أو المقدمين بينهم، يُعزز الفكرة نفسها. فالرسول كان يشير إلى عمرو بن الجموح باعتباره سيدًا، مما يدل على مكانته في المجتمع. هذا الاستخدام للألقاب يُظهر كيف كان يتمتع الأشخاص البارزون باحترام خاص، مما يعكس قيم التكريم والتقدير في الثقافة الإسلامية.
أصدرت الطريقة التيجانية بيانات رسمية ترفض فيها ادعاءات صلاح الدين محمود أبو طالب بمكانته كشيخ للطريقة، مؤكدة أنه يروج لنفسه بشكل غير صحيح ويستغل اسم الطريقة. البيان أكد أن الطريقة بريئة من أي أفعال تتعارض مع تعاليم أهل السنة والجماعة، وأن أي شخص يخالف القواعد الشرعية لا يمثل الطريقة، مهما كانت مكانته.
كما أشارت الطريقة إلى أن صلاح الدين تم عزله منذ عام 2017، ولا يُسمح له بممارسة أي نشاط تحت مظلتها، نظرًا لانحرافه عن المبادئ الأساسية للطريقة. كما رفضت المشيخة العامة للطرق الصوفية الاعتراف بالطريقة التي أسسها، معتبرة أن ذلك يعتبر خروجًا عن الأسس التقليدية للصوفية.
وشهدت الساعات الأخيرة جدلًا واسعًا حول الشيخ صلاح الدين التيجاني، أحد أبرز شيوخ الطريقة التيجانية في مصر، بعد اتهام فتاة تدعى «خديجة.خ» له بالتحرش الجنسي.. الواقعة أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الشيخ يتمتع بشعبية كبيرة بين مريديه.