كيف يتم وضوء مبتوري اليدين والقدمين؟.. أمين الفتوى يوضح
يعد الوضوء شرط أساسي لصحة الصلاة، وورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حول كيفية وضوء الشخص مبتور اليدين والقدمين.
وأجابت الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على السؤال قائلا:" الطهارة لذوي الاحتياجات الخاصة، لها مبادئ عامة وأحكام خاصة بكل حالة".
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الضرورة تُقدّر بقدرها، ولكل حالة حكمها، ومثال عن أحد أبنائنا من ذوي الهمم، إنه قد يُعطى فتوى خاصة إذا كان يعاني من صعوبة في الوضوء.
وأكد أمين الفتوى، أن الله سبحانه وتعالى خفف عن المرضى وذوي الحاجات، فالمسافرون والمرضى الذين يواجهون صعوبة في الصيام يُرفع التكليف عنهم، ثم انتقل للحديث عن ذوي الهمم، وأن 'التخفيف ساري في جميع الأحكام المتعلقة بالضعفاء والمحتاجين.
وتابع أمين الفتوى، أنه إذا كان الشخص لا يستطيع الوضوء بنفسه، يمكن توفير مساعدة من أحد أفراد أسرته مثل الأم أو الأخ أو الأب،منوهًا بأنه يمكن لهذا الشخص غسل وجهه ويديه ومسح رأسه، وهذا يكفي لتحقيق الوضوء.
ولفت إلى أنه في حال كان الشخص غير قادر على القيام أو استخدام الماء بسبب ظروف صحية، يجوز له التيمم كبديل أسهل، وعن مقطوع اليدين أو الرجلين، قال: الفقهاء يشيرون إلى أن زوال العضو يعني زوال التكليف، فالشخص الذي فقد يديه لم يعد مُطالبًا بغسلهما.
وأضاف أمين الفتوى، إذا كانت لديه يد واحدة، يغسل الجزء المتبقي منها، فهدف الشريعة الإسلامية هو التيسير والتخفيف على الناس، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما يجب أن نتبعه في جميع الأحكام.
ينقسم حكم الوضوء إلى واجب ومستحب من حيث وجوب العبادة أو استحبابها، فهناك عبادات واجبة تجب لها الطهارة، وأخرى مستحبّة فيُستحب لها الطهارة كذلك، فيكون الوضوء واجبًا عند أداء الواجبات والفرائض كصلاة الفرض، والطواف، والوضوء المستحبّ يكون لأداء عبادة مستحبة عند الذكر، وقراءة القرآن الكريم، وإذا توضأ المسلم وضوءًا شرعيًا كاملًا طهُر من الحدث وأُبيحت له جميع العبادات.
ورد 5 أمور فقط تنقض الوضوء، باتفاق العلماء، أن الأمور الستة التي تنقض الوضوء هي: خروج شيء من السبيلين -القبل والدبر- قليلًا كان أو كثيرًا طاهرًا أو نجسًا، لقوله تعالى: «أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ» [النساء: 43] ولقوله صلى الله عليه وسلم: «فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا» متفق عليه.
الأمر الثاني من نواقض الوضوء : سيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير كما يرى الحنفية والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد والترمذي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصَابَهُ قَيْءٌ أَوْ رُعَافٌ، أَوْ قَلْسٌ، أَوْ مَذْيٌ فلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلاَتِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ». أخرجه ابن ماجة. والراجح عدم النقض؛ لضعف الحديث.
الأمر الثالث من نواقض الوضوء فزوال العقل بجنون أو تغطيته بسكر أو إغماء أو نوم لقوله صلى الله عليه وسلم: «العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ»، رواه أحمد وابن ماجة بإسناد حسن، «ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا من جالس أو قائم فلا ينقض حينئذ»، لقول أنس: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون». رواه مسلم، والمقصود أنهم ينامون جلوسًا ينتظرون الصلاة كما هو مصرح به في بعض روايات هذا الحديث.
الأمر الرابع من نواقض الوضوء هو مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.
الأمر الخامس من نواقض الوضوء غسل الميت، لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: «أقل ما فيه الوضوء»، أما الأمر السادس فـالردة -الخروج- عن الإسلام، لقوله تعالى: «لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك»