هل يجوز الغياب من العمل للسفر وتشجيع فريق رياضي؟.. أمين الفتوى يجيب
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، يقول فيه صاحبه هل يجوز الغياب من العمل للسفر وتشجيع فريق رياضي ؟.
وأجاب الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على السؤال قائلا:"إن التوازن بين العمل والترفيه يعتمد على أولويات الفرد وظروفه".
وأوضح أمين الفتوى، أنه إذا كان الشخص قد نظم وقته جيدًا وجمع إجازته في يوم معين للسفر لمتابعة فريقه المفضل، فهذا لا يعتبر أمرًا محرمًا، بل هو توفيق بين أولوياته.
وتابع أمين الفتوى، أنه إذا كان لدى الشخص رصيد من الإجازات وعمله لا يتطلب حضوره، فلا مانع من أخذ إجازة للاستمتاع بمشاهدة مباراة، لكن إذا كان العمل يستدعي حضوره وكان المجتمع يعتمد عليه، فترك العمل لمشاهدة مباراة يعد تقصيرًا.
ولفت أمين الفتوى، إلى أن العمل الأساسي يجب أن يكون له الأولوية، فعندما تكون هناك مسؤوليات كبيرة تتعلق بمهامك، فالأفضل أن تحافظ على التزاماتك، لكن إذا كانت لديك ساعة فراغ، فلا ضير في مشاهدة المباراة.
وأكد أمين الفتوى، أن دعم الفرق الوطنية أو القومية أو المتميزة في طريقة اللعب فهو جائز متى كان منضبطًا بالآداب الشرعية والالتزامات الاجتماعية، ويؤيده ما ورد من حثِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بني إسماعيل على الرمي.
واستشهد أمين الفتوى، بما أخرج الإمام البخاري في "صحيحه" عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلاَنٍ» قَالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكُمْ لاَ تَرْمُونَ؟»، قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ». وقد بوَّب البخاري لهذا الحديث بقوله: (باب: التحريض على الرمي).
وتابع أمين الفتوى، أنه يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في "النظر الفسيح" (ص: 91-92، ط. دار سحنون): [جريٌ على العادة فيمن يحضر المتناضلين أو المتسابقين أن ينحاز بعضهم إلى بعض المتبارين، بأن يظن بذلك البعض الفوز، وكان ذلك فيه من المخاطرة على حظوظ المتبارين، وهي ضرب من القمار، فلمَّا جاء الإسلام بقيت عادة الانحياز وبطلت المخاطرة والمقامرة، فلما حضرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جرى على العادة؛ لما فيها من بعث الهمم على العناية بتسديد الرمي] اهـ. فكل دعم وراءه مقصد صحيح فهو مشروع، كما أن دعم الفرق الوطنية والقومية والإفادة من خبرات الفرق العالمية دعمًا شريفًا فيه تدريب على الإفادة من الخبرات والنجاحات وتعميق للانتماءات الوطنية والإنسانية.