أمين «البحوث الإسلامية»: دليل الفطرة راسخ في نفوس البَشَر
قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إنَّ دليل الفطرة راسخٌ في نُفوس البَشَر بما لا يحتاج الإنسان معه إلى استدلال آخر، وإنَّ ممَّا يدُلُّ على ذلك: لجوء الإنسان وفزعه إلى خالقه –سبحانه- عند الشِّدة والحاجة، سواء كان هذا الإنسان مُوحِّدًا أو مُشرِكًا.
أمين البحوث الإسلامية: بني آدم جمعيا يشعرون بحاجتهم وفقرهم وهذا الشعور أمر ضروري فطري
وأضاف الدكتور محمد الجندي -خلال كلمته اليوم بالندوة التي نظَّمتها الأمانة العامَّة للَّجنة العُليا للدعوة في جامعة سوهاج، تحت عنوان: (الفطرة ووسائل إصلاحها)- ضمن لقاءات الأسبوع الدعوي الثالث والذي يُعقد بجامعة سوهاج، أنَّ بني آدم جميعًا يشعرون بحاجتهم وفقرهم، وهذا الشُّعور أمرٌ ضروريٌّ فِطريٌّ، فالفقرُ وصفٌ ذاتيٌّ لهم، فإذا ألمَّت بالإنسان -حتى المُشرِك- مصيبةٌ قد تؤدِّي به إلى الهلاك، فزع إلى خالقه سبحانه، والتجأ إليه وحده دون ما سواه، وشُعور هذا الإنسان بحاجته وفقره إلى ربِّه تابعٌ لشُعوره بوُجوده وإقراره بذلك، قال اللهُ تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}، وقال اللهُ سُبحانَه: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ}.
أمين البحوث الإسلامية يعدد مستويات الدلالة الفطرية على وجود الله تعالى
وعدَّد الأمين العام مستوياتِ الدلالة الفطرية على وجود الله تعالى، مشيرًا إلى أنه يُمكِنُ للفطرة أن تكشف عن حقيقة وجود الله من خلال أربعة مستويات؛ هي: دلالة المبادئ العقليَّة الأوليَّة، والنزعة الأخلاقيَّة، والجانب الغريزي، والشُّعور بالغائية؛ أي: الإرادة والقصد ، مبيِّنًا أنهما من أهمِّ ما يميِّز الإنسان، ولا يتصوران إلا مع وجود مراد ومقصود، وهذا المراد والمقصود إمَّا أن يكون مرادًا لغيره، وإمَّا لنفْسه، وكونه مرادًا لغيره دائمًا ممتنع، إذْ لا يمكن أن تكون جميع المرادات مراداتٍ لغيرها؛ لأنَّ هذا تسلسل في العِلَل الغائية؛ فتعيَّن أن يكون مرادًا لنفْسه، وأن يكون قديمًا قائمًا بنفْسه.
أمانة الدعوة بالبحوث الإسلامية تعقد الاسبوع الثالث للدعوة الإسلامية مع جامعة سوهاج
وتعقد الأمانة العامَّة للَّجنة العُليا لشئون الدَّعوة بمجمع البحوث الإسلامية فعالياتِ (الأسبوع الثالث للدعوة الإسلامية)، بالتعاون مع جامعة سوهاج، تحت عنوان: (الدِّين والعمران.. معطيات ودلالات)، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، وذلك في إطار مبادرة رئاسة الجمهورية (بداية جديدة لبناء الإنسان)، التي تهدف إلى إعداد خريطة فكريَّة تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكريَّة والعقديَّة والاجتماعيَّة، وترسيخ منظومة القِيَم والأخلاق والمُثُل العُليا في المجتمع.