المدير التنفيذي لمرصد الأزهر: نشر الأفكار المضللة أحد تهديدات الأمن الفكري
شاركت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في ختام فعاليات الندوة الدولية الأولى التي نظمتها دار الإفتاء المصرية، على مدار يومين، بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، تحت عنوان: «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»، برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بقاعة مؤتمرات الأزهر الشريف. وكانت الجلسة برئاسة الدكتور عباس شومان؛ أمين عام هيئة كبار العلماء والوكيل الأسبق للأزهر الشريف.
وفي مستهل كلمتها، قالت د. رهام سلامة إن مرصد الأزهر هو إحدى الإدارات التي استحدثها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب وافتتحه في عام 2015م؛ ليكون عين الأزهر الناظرة على العالم وساعده الذي يقوم على تصحيح الفكر المغلوط والتصدي للآراء الشاذة والسلوكيات المنحرفة.
وحول أهم التهديدات المحيطة بالأمن الفكري، ذكرت د. رهام سلامة أن الأمن الفكري يواجه في عصرنا اليوم تحديات تتمثل في التكنولوجيا والإعلام؛ حيث يتم نشر الأفكار المضللة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فضلًا عن التأثير السلبي للثقافات الأجنبية على الهوية الوطنية.
الجماعات الإرهابية تعتمد على الانترنت لاستقطاب أعضائها الجدد
وأوضحت المدير التنفيذي للمرصد أن الجماعات الإرهابية تعتمد على الإنترنت لاستقطاب أكثر من 50% من أعضائها الجدد، كما أن الإحصائيات تشير إلى أن 64% من مستخدمي وسائل التواصل يتعرضون لمعلومات مضللة يوميًا، فالأخبار الكاذبة تنتشر بسرعة أكبر بمعدل 70% مقارنة بالأخبار الحقيقية، مضيفة أن 40% من الشباب العربي أظهر ضعفًا في الوعي الفكري وفق إحدى الدراسات التي أجريت عام 2021، وهو ما يجعلهم عرضة للاستقطاب وأكثر تقبلًا للأفكار المتطرفة، بسبب عدم وجود ركائز دينية صحيحة لديهم تمكنهم من تقييم ما يتعرضون له من أفكار وبيان زيفها.
الأمن الفكري من الضرورات الدينية التي جاء الإسلام ليحميها
وأضافت المدير التنفيذي لمرصد الأزهر أن الأمن الفكري من الضرورات الدينية التي جاء الإسلام ليحميها ويشدد على أهميتها ويسعى إلى تحقيقها، بهدف حماية الأفراد من الأفكار الهدامة والفكر المتطرف الذي يؤدي إلى الضرر والتشويش على العقيدة الإسلامية ويقود الإنسان إلى الوقوع في براثن التكفير والإرهاب، مشيرة إلى أن جهود المرصد تخدم الأمن الفكري، فمن خلال الندوات والمؤتمرات واللقاءات الشبابية ومناقشة الحاضرين والرد على أسئلتهم بالدليل والبرهان، يتم حماية الشباب والنشء من الشكوك والتشكيك في العقيدة الإسلامية وأفكار الملحدين، وكذلك حمايتهم من التعصب الديني والإرهاب الفكري.
مرصد الأزهر يتبع استراتيجيات واضحة ومنهجيات عملية للرد على الشبهات
واستكملت د. رهام سلامة قائلة إن مرصد الأزهر يتبع استراتيجيات واضحة ومنهجيات عملية في الرد على الشبهات المثارة وتفنيدها ونشر صحيح الدين الإسلامي من أجل تمكينَ الفرد من حيازة وعي نقدي يجعله قادرًا على فَهم واستيعاب واقعه، مِن خلال أُطُرٍ من التحصينات الفكرية والأمن الفكري.