واشنطن تدعو الرئيس اللبناني لعدم وجود حزب الله في الحكومة الجديدة

أكدت مورجان أورتاجوس، نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، أن "حزب الله" اللبناني "انهزم" ويجب ألا يكون جزءاً من الحكومة اللبنانية الجديدة، داعية إلى بقاء الحزب "خاسراً ودون سلاح"، جاء ذلك بعد لقائها الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون في قصر بعبدا، حيث أكدت دعم الولايات المتحدة للبنان وتهنئة الرئيس ترامب لعون بتولي منصبه.
وأشارت أورتاجوس إلى أن "حزب الله" لا يمكنه بعد الآن ترهيب اللبنانيين أو العالم. وأكدت المصادر الأمريكية في وقت لاحق أن واشنطن تفضل عدم إشراك الحزب في الحكومة اللبنانية المقبلة، مشددة على ضرورة اختيار وزراء مستقلين ونزيهين.
حكومة إصلاحية
كان رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام، قد تعهد بتشكيل حكومة إصلاحية تضم كفاءات عالية، مؤكداً أنه لن يسمح بوجود أي إمكانية لتعطيل عمل الحكومة. وأوضح أن الحكومة ستكون متناسقة وملتزمة بالتضامن الوزاري، مضيفًا أنه يعمل بجد لتجاوز العادات الموروثة والصعوبات في تنفيذ هذا الهدف.
وأشار سلام إلى أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية لكنه شدد على ضرورة تغليب فعالية العمل الحكومي على التجاذبات الحزبية لمواجهة التحديات الكبيرة. كما أكد أن بعض الحقائب الوزارية تحتاج إلى مزيد من التشاور وسيتم تسويتها خلال الأيام المقبلة.
وأوضح رئيس الحكومة المكلف أن الدستور اللبناني ينص على أن "أكثرية الثلثين" هي النصاب القانوني لانعقاد جلسات مجلس الوزراء، وهو ما يُعرف بـ"الثلث المعطل".
أوضح رئيس الحكومة المكلف نواف سلام أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية، مؤكداً أنه لا يمكن أن تستقيم السياسة في أي بلد بدونها.
وفي السياق نفسه، شهدت الساحة السياسية ترقباً لتشكيل الحكومة بعد حسم حصة الثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" بخمس حقائب، من بينها المالية التي يشغلها النائب السابق ياسين جابر. ورغم ذلك، ظلت عقدة "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع، ولكن الاتصالات الأخيرة أسفرت عن تخصيص 4 وزارات لها، هي: الخارجية، الصناعة، الطاقة، والاتصالات.
تسريب معلومات حساسة
وفي سياق أخر نقلت صحيفة "ذا تايمز" عن مصادر استخباراتية، أن ضابطاً في الجيش اللبناني، هو رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في جنوب لبنان، سهيل بهيج حرب، قام بتسريب معلومات حساسة إلى "حزب الله" خلال فترة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن هذه التسريبات قد تهدد استقرار الهدنة التي أنهت عامًا من المواجهات بين الطرفين.
وفقًا للتقرير، سرب حرب معلومات من غرفة مراقبة أمنية تديرها الولايات المتحدة وفرنسا و"اليونيفيل"، ما سمح للجماعة بتجنب مداهمات القوات الدولية. وأكدت الصحيفة أن حرب كان من بين العديد من الضباط الذين سرّبوا معلومات لحماية أنشطة "حزب الله".
من جانبها، نفت قيادة الجيش اللبناني هذه المزاعم، مؤكدة أن الضباط ينفذون مهامهم بكفاءة واحتراف. وأضافت أن "حزب الله" استخدم هذه المعلومات لإخفاء أنشطته عن الجهات الدولية المسؤولة عن الأمن الإقليمي.
وأثار التقرير مخاوف بشأن قدرة الجيش اللبناني على السيطرة على المناطق الجنوبية، خاصة مع الهيمنة المستمرة لـ"حزب الله" على تلك المناطق.