ثورة طبية في سويسرا : تطوير مادة تعيد بناء العظام خلال أسبوعين

في ظل التطور التكنولوجي المصاحب بعالم الطب، نجح العلماء السويسريون، في ابتكار مادة هلامية تعيد بنا العظام في أسبوعين فقط. وبعد حقنها زادت كثافة العظام بمقدار 2-3 مرات. وفي حال العلاج المركب ارتفعت إلى ما يقرب من 5 أضعاف، وهو ما يمثل ثورة في طب العظام على مستوى العالم .
ويذكر أن مرض هشاشة العظام (Osteoporosis) يحدث بسبب اختلال التوازن بين الخلايا التي تدمر أنسجة العظام والخلايا التي تبنيها. ويعاني من هشاشة العظام حول العالم ثلث النساء وخمس الرجال فوق سن الخمسين. وعادة ما يتم علاج المرض بأدوية إما تبطئ تدمير العظام أو تسرع إعادة بنائها، مع فترات علاج تتراوح بين 6 إلى 24 شهرا، وغالبا ما يكون مصحوبا بآثار جانبية، وفي بعض الحالات، يمكن أن تحدث كسور العمود الفقري حتى وإن لم يتعرض الشخص للسقوط. وربما تضعف العظام التي تشكل العمود الفقري -تُعرف بالفقرات- إلى درجة الانهيار، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بألم في الظهر، ونقص الطول، وتقوس العمود الفقري إلى الأمام.
وأشار بعض الدراسات إلى من الأسباب الرئيسية لحوث مرض هشاشة العظام، أنه قد يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام مع تقدم العمر، كما تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، على الرغم من عدم وجود سبب واضح لذلك، وأيضا يتحمل الوركان والركبتان عبء وزنك، وهكذا فإن زيادة الوزن تتسبب بزيادة الضغط على المفاصل. ناهيك عن أن وجود المزيد من الأنسجة الدهنية يتسبب في إنتاج بروتينات تؤدي إلى التهاب المنطقة المحيطة بالمفاصل.
واقترح الباحثون من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان بديلا جديدا، وهو جل قابل للحقن (مادة هلامية) تم تطويره بالتعاون مع شركة Flowbone.
ووفقا للقائمين على الدراسة الحديثة، أن المادة تتكون من حمض الهيالورونيك، بصفته مكونا طبيعيا للأنسجة الضامة وجزيئات نانوية من هيدروكسيباتيت (المعدن الرئيسي لأنسجة العظام). ويتم حقنها في المناطق الضعيفة من العظام، حيث تعزز نمو أنسجة العظام. وفي التجارب المختبرية على الفئران زادت كثافة العظام في المناطق المعالجة بعد أسبوعين من الحقن بمقدار 3 مرات. وفي حال العلاج المركب الذي يتضمن العلاج الهرموني ودواء يبطئ تدمير العظام، ارتفعت الكثافة إلى ما يقرب من 5 أضعاف.
والمذهل أن المادة المبتكرة، تعطي نتائج في غضون أسبوعين فقط، مقارنة بعام واحد خلال العلاج التقليدي مع آثار جانبية أقل. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن دمجها مع الأدوية الحالية لتحقيق أقصى فائدة.
وينتظر الباحثون حاليا موافقة الجهات المختصة على إجراء التجارب على البشر. وإذا تم تأكيد فعاليتها يمكن أن تصبح طفرة في علاج هشاشة العظام.