اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

وزير خارجية بولندا يستبعد فكرة إنشاء جيش موحد لأوروبا

أوروبا
أوروبا

في مقابلة مع التلفزيون الرسمي البولندي، أكد وزير الخارجية رادوسلاف شيكورسكي أن فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد في مواجهة التهديدات الروسية ليست في مرمى الاهتمام حالياً، مشيراً إلى أن مثل هذا المشروع غير واقعي. جاء ذلك رداً على دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي طالب بتشكيل جيش أوروبي موحد في ضوء تطورات الأوضاع الأمنية، مشيراً إلى أن القارة الأوروبية لم تعد قادرة على تأمين نفسها دون الاعتماد على القوة العسكرية الأمريكية.

وفي رده على هذا المطلب، أشار شيكورسكي إلى ضرورة توخي الحذر في استخدام مصطلح "الجيش الأوروبي"، إذ يمكن أن يتضمن تفسيرات متعددة. وقال: "إذا كان المقصود هو توحيد الجيوش الوطنية، فهذا أمر غير قابل للتحقق". ومع ذلك، أكد الوزير البولندي دعمه لتطوير القدرات الدفاعية الخاصة بأوروبا والاتحاد الأوروبي، بما يتناسب مع التحديات الحالية.

وفي سياق الحديث، أضاف شيكورسكي أن الاتحاد الأوروبي يعمل حالياً على تعزيز قدراته العسكرية عبر تشكيل لواء عسكري معزز، وهو خطوة تهدف إلى تحسين التنسيق العسكري بين الدول الأعضاء في الاتحاد دون الحاجة إلى توحيد الجيوش بشكل كامل.

تعزيز الإنفاق الدفاعي

يذكر أن المستشار الألماني، أولاف شولتز، دعا خلال كلمته في مؤتمر ميونخ للأمن، إلى تخفيف قيود الاقتراض وإجراء إصلاحات شاملة على قواعد الديون الأوروبية، وذلك بهدف تمكين الدول الأعضاء من زيادة إنفاقها الدفاعي في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. وفي سياق حديثه، شدد شولتز على ضرورة تعزيز الصناعات الدفاعية الأوروبية، مع التأكيد في الوقت ذاته على أهمية الحفاظ على الشراكة القوية مع الولايات المتحدة، التي تعتبر حليفًا استراتيجيًا لألمانيا وأوروبا بشكل عام.

كما أشار شولتز إلى أن ألمانيا تسعى لتلبية معايير حلف الناتو بشأن الإنفاق الدفاعي، والذي ينص على تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق على الدفاع. وأعرب عن ثقته في أن الحكومة الألمانية المقبلة، التي ستنتخب في 23 فبراير، ستتخذ إجراءات لتخفيف ما يعرف بـ"فرامل الديون"، مما سيمنح برلين القدرة على تعزيز استثماراتها الدفاعية دون التأثير سلبًا على الوضع المالي الداخلي.

وفيما يتعلق بالأمن الأوروبي، أكد شولتز أن الحرب الروسية الأوكرانية قد أظهرت الحاجة الملحة لزيادة الإنفاق على الأسلحة وتطوير القدرات الدفاعية الأوروبية بشكل مستقل، لكن دون الانفصال عن الحليف الأمريكي. وأوضح أن أي مسعى لفصل الأمن الأوروبي عن الأمريكي لن يخدم سوى مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسعى إلى تعزيز نفوذه في المنطقة.

من جهة أخرى، شدد شولتز على أهمية ضمان مستقبل أوكرانيا من خلال دعم القوات المسلحة الأوكرانية وتوفير الضمانات الأمنية اللازمة لحمايتها في حال التوصل إلى سلام. وأشار إلى أن المسؤولية في هذه المرحلة ستقع على عاتق أوروبا والولايات المتحدة والشركاء الدوليين وأصدقاء أوكرانيا في تقديم الدعم اللازم في ما بعد الحرب.

وفي ختام كلمته، دعا شولتز إلى إصلاح ميثاق الاستقرار والنمو في الاتحاد الأوروبي، وذلك لإعفاء الإنفاق الدفاعي الذي يتجاوز 2% من الناتج المحلي الإجمالي من القيود المالية، مع الإبقاء على الانضباط المالي في الوقت نفسه.