واشنطن تتحدى الصين.. الخارجية الأمريكية تحذف عبارة تتعلق بعدم دعم استقلال تايوان

قامت وزارة الخارجية الأمريكية بحذف عبارة كانت تظهر على موقعها الإلكتروني تفيد بأن الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان، في خطوة أشادت بها حكومة تايوان باعتبارها دعماً إضافياً للجزيرة، ما يمثل تحدياً للصين التي ترفض حصول تايوان على الاستقلال.
هذا التعديل يشير إلى تغيير في لغة السياسة الأمريكية تجاه تايوان، رغم أن الصفحة المعنية لا تزال تحتوي على معارضة من واشنطن لأي تغييرات أحادية الجانب في الوضع القائم بين تايوان والصين، حيث تعتبر الصين الجزيرة جزءاً من أراضيها.
التغيير في الصياغة يتجاوز مجرد حذف العبارة المتعلقة بالاستقلال، حيث تم تضمين تفاصيل جديدة تشير إلى التعاون بين تايوان ووزارة الدفاع الأمريكية في مجالات مثل تطوير التكنولوجيا وأشباه الموصلات، مع تأكيد إضافي على دعم الولايات المتحدة لعضوية تايوان في المنظمات الدولية كلما كان ذلك ممكناً.
من جهة أخرى، ورغم أن واشنطن لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان كما تفعل مع العديد من الدول، فإنها تعد من أكبر الداعمين لتايوان، حيث تلتزم بموجب قوانينها بتزويد الجزيرة بالوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات الصينية. وقد أكد التحديث الأخير على موقع وزارة الخارجية الأمريكية معارضة واشنطن لأي تغيير أحادي في الوضع الراهن عبر مضيق تايوان، مشدداً على ضرورة حل الخلافات بالوسائل السلمية بعيداً عن الإكراه وبطريقة توافق رغبات الشعب على جانبي المضيق.
وفي رد فعل رسمي، رحب وزير الخارجية التايواني، لين تشيا لونج، بهذا التغيير في الموقف الأمريكي، معتبراً إياه دعماً إيجابياً للعلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان. وقد كان أول من نشر خبر التحديث وكالة الأنباء المركزية التايوانية، التي أفادت بأن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها تعديل في الصياغة على موقع وزارة الخارجية الأمريكية، إذ تم حذف هذه العبارة في 2022 قبل أن تعود في وقت لاحق.
من جهة أخرى، تواصل حكومة تايوان رفضها لمطالب الصين بشأن السيادة على الجزيرة، مؤكدة أن الشعب التايواني هو الوحيد القادر على تقرير مصيره. كما أن بكين عادة ما تعارض أي خطوات من قبل واشنطن لدعم تايوان، وهو ما يثير توترات متواصلة بين الجانبين. في هذا السياق، كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثارت قلقاً في تايوان بسبب انتقاداته لصناعة أشباه الموصلات التايوانية، ولكن الإدارة الأمريكية الأخيرة قد أعربت عن دعم أقوى لتايبيه.
تعاون تايواني أمريكي
تعهدت تايوان بتعزيز استثماراتها ومشترياتها من الولايات المتحدة في محاولة لتحقيق توازن تجاري، عقب تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على دول تعاني من عجز تجاري مع بلاده. كما أعلن الرئيس التايواني لاي تشينج تي عن خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي لتايوان من 2.5% إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد لاي على قدرة تايوان، كونها رائدة في صناعة أشباه الموصلات، على الاستجابة للمستجدات، وأشار إلى دورها الحيوي في سلسلة التوريد العالمية. كما اقترح مبادرة تعاون لتقوية سلاسل توريد الرقائق في الولايات المتحدة، مخالفًا سياسة ترامب الحمائية.
في تصريحاته، شدد لاي على أن تايوان هي "الشريك التجاري الأكثر موثوقية" للولايات المتحدة، لكنه أشار إلى التحديات التي تطرحها استراتيجيات ترامب الجديدة.