اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

مخاوف أمنية أمريكية من مشروع السفارة الصينية في لندن

الكونجرس
الكونجرس

أثارت لجنة الصين بمجلس النواب الأمريكي مخاوف أمنية كبيرة بشأن خطط الصين لبناء سفارة ضخمة في لندن، معتبرة أن المشروع يشكل تهديدًا أمنيًا على عدة جبهات. وفقًا للجنة، فإن السفارة المزمع إنشاؤها من شأنها أن تزيد من مخاطر التدخل والمراقبة من قبل الحكومة الصينية، فضلاً عن تهديدها للبنية التحتية الحساسة في العاصمة البريطانية، لاسيما الخدمات المالية الحيوية في لندن. وأكدت اللجنة، التي يرأسها النائب الجمهوري جون مولينار، ضرورة معالجة هذه القضايا بشكل عاجل والتعاون مع الحلفاء الدوليين لضمان حماية الأمن القومي.

السفارة المقترحة، التي تقع بالقرب من برج لندن وتعتبر الأكبر من نوعها للصين في أوروبا، تهدف إلى استبدال المبنى الحالي في ماريلبون. إلا أن هذه الخطوة أثارت قلق العديد من السكان المحليين وبعض السياسيين، الذين حذروا من أن الموقع قد يصبح نقطة انطلاق لأنشطة تجسس صينية محتملة في قلب العاصمة البريطانية.

وتتزامن هذه المخاوف مع تطورات أخرى في العلاقات الصينية البريطانية، حيث تناقش إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ما إذا كانت ستوافق على صفقة بين بريطانيا وجزر موريشيوس التي قد تؤثر على قاعدة دييجو جارسيا العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وتثير هذه الصفقة قلقًا متزايدًا في واشنطن من أن تكون الصين قد تسعى للتجسس على هذه القاعدة المهمة التي تستخدم كنقطة عبور للغواصات والقاذفات النووية، مما يزيد من حدة المخاوف المتعلقة بالأمن القومي.
وفي السياق نفسه، قام الرئيس الصيني شي جين بينج العام الماضي بمناقشة هذا المشروع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بينما بحث وزير الخارجية الصيني وانج يي القضية مع نظيره البريطاني ديفيد لامي في لندن مؤخرًا. وعلى الرغم من المخاوف الأمنية، أعرب لامي ووزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر عن دعمهما للمشروع، مشيرين إلى أن الدول يجب أن تحافظ على وجود دبلوماسي في الخارج.

من جهة أخرى، كانت هناك معارضة محلية في لندن ضد هذا المشروع، حيث رفضت السلطة المحلية في تاور هاملتس الموافقة على خطط بناء السفارة جزئيًا بسبب المخاوف الأمنية. وفيما بعد، تولت وزيرة الإسكان البريطانية أنجيلا راينر السيطرة على القرار النهائي، بينما أبدت شرطة العاصمة قلقًا من تأثير الاحتجاجات المناهضة للصين على حركة المرور، إلا أن الاعتراضات تم سحبها في وقت لاحق.

تستمر هذه القضية في تأجيج الجدل بين المصالح الدبلوماسية والأمنية، مع تزايد الاهتمام بالآثار المحتملة التي قد تترتب على إقامة سفارة ضخمة في موقع حساس مثل لندن.