خبير سياسي: قمة الرياض تعكس رغبة موسكو وواشنطن في إنهاء الحرب الأوكرانية

في سياق السعي لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، يلتقي عدد من المسؤولين الأمريكيين والروس في الرياض، في محاولة للتمهيد لقمة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
في هذا السياق أكد المحلل السياسي فراج اسماعيل أن هذه اللقاءات تحمل رمزية كبيرة في ضوء الأزمة الحالية وتأثيرها العالمي، حيث يمثل كل طرف شخصيات بارزة في دوائر اتخاذ القرار في بلاده.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الجانب الأمريكي، يشمل الوفد 3 من كبار المسؤولين:
1. مايك والتز، مستشار الأمن القومي، الذي يتبنى موقفًا حاسمًا بشأن ضرورة تعويض الولايات المتحدة عن الأموال التي صرفتها لدعم أوكرانيا. يطالب بأن تكون الولايات المتحدة شريكًا في الاستفادة من ثروات أوكرانيا الطبيعية، بما في ذلك المعادن النادرة، والنفط، والغاز.
2. ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، الذي يُعتبر أحد أبرز الداعمين لإيقاف الحرب في أوكرانيا. صوت ضد حزمة مساعدات عسكرية أمريكية ضخمة بلغت قيمتها 6 مليارات دولار في عام 2024، ويعتقد أن التحدي الأكبر لأمريكا هو الصين، التي يرى أنها تستفيد من تورط الولايات المتحدة في النزاع الأوروبي.
3. ستيف ويتكوف، مستشار الرئيس ترامب للشرق الأوسط، الذي تم اختياره مؤخرًا لإجراء محادثات مباشرة مع فلاديمير بوتين في موسكو. رغم أن دوره الرسمي يقتصر على الشرق الأوسط، إلا أن علاقته الوثيقة مع ترامب جعلته يُعتبر أحد الأفراد الموثوقين في الإدارة السابقة، وهو محوري في الوساطة بشأن عدة قضايا دولية، من بينها التفاوض حول تبادل السجناء بين روسيا وأمريكا.
بينما يتكون الوفد الروسي، من شخصيتين من كبار الدبلوماسيين في الحكومة الروسية:
1. يوري أوشاكوف، مستشار بوتين للسياسة الخارجية، الذي يمتلك خبرة واسعة في الشؤون الدبلوماسية، لاسيما في التعامل مع الولايات المتحدة. بصفته سفيرًا سابقًا في واشنطن، يمتلك أوشاكوف معرفة متعمقة في كيفية التفاوض مع المسؤولين الأمريكيين وتوجيه رسائل موسكو إلى واشنطن.
2. سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي منذ عام 2004، والذي يعتبر أحد أبرز المعماريين للسياسة الخارجية الروسية في السنوات الأخيرة. كان له دور محوري في توجيه السياسة الروسية خلال سنوات الحرب، وهو الآن يتعامل مع أزمة العلاقات الأمريكية-الروسية من منظور تاريخي وعميق.
تمثل هذه الشخصيات من كلا الجانبين الأساس لما يمكن أن يكون مرحلة تمهيدية حاسمة نحو قمة بين ترامب وبوتين. الأمريكيون، بمواقفهم التي تتراوح بين الرغبة في تقاسم المكاسب الاقتصادية مع أوكرانيا وقلقهم من التوسع الصيني، يسعون إلى تحديد قواعد اللعبة المستقبلية من خلال قوة الضغط العسكري والسياسي.
بينما يسعى الروس، عبر أوشاكوف ولافروف، إلى الحفاظ على سيطرتهم على الساحة الجيوسياسية العالمية، مستخدمين خبراتهم الطويلة في التعامل مع الدبلوماسية الغربية.
وأكد أن التنسيق بين هذه الشخصيات سيشكل بلا شك المرحلة الأولى في تحديد مسار العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة وروسيا، في وقت حساس للغاية، حيث يتشابك الاقتصاد العالمي مع الجغرافيا السياسية في ضوء الحرب الأوكرانية، وصعود الصين كقوة منافسة رئيسية.