اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

الأمراض المزمنة.. الإفتاء توضح حكم استعمال «بخاخ الربو» للصائمين

بخاخ الربو
بخاخ الربو

يحتوي بخاخ الربو عادةً على مواد تساعد في توسيع الشعب الهوائية وتسهيل التنفس، وعند استخدامه يتم استنشاقه بشكل مباشر في الرئتين. فيما يتعلق بحكمه للصائمين:

في المذهب المالكي والشافعي وبعض آراء الحنفية، يُعتبر استخدام بخاخ الربو مفطرًا، لأنه يدخل إلى الجسم من خلال الأنف أو الفم، ويؤدي إلى وصول المادة إلى الجوف.

لكن في المذهب الحنبلي، لا يعتبر بخاخ الربو مفطرًا لأنه لا يدخل إلى المعدة أو الأمعاء مباشرة. وهناك أيضًا من العلماء المعاصرين من يَفتي بأن استعماله لا يفطر إذا كان في حالة ضرورة طبية.

من الأفضل أن يتبع الصائم توجيه طبيبه المعالج، وإذا كانت حالة المرض تستدعي استخدام البخاخ بانتظام، يمكن استعماله على الرغم من كونه محلاً للنقاش، خاصة إذا كان ذلك يحفظ صحة الشخص ويمنعه من الضرر.

إذا كنت في شك أو تواجه صعوبة في التنفس، قد يكون من الأفضل إتمام الصيام إذا كان ذلك آمنًا صحيًا، أو قضاء الأيام بعد رمضان إذا كان يتعارض مع صحتك.

و في حال كان المريض يستخدم بخاخات الربو أثناء الصيام، فإن استخدامها لا يؤثر في صحة الصوم وفقًا لرأي العديد من العلماء المعاصرين.

وتحتوي البخاخات بشكل عام على مواد دوائية تُستنشَق أو تُستعمل عبر الأنف، وهذه المواد تذهب مباشرة إلى الرئتين ولا تصل إلى المعدة أو الأمعاء.
ولذلك، فإنها لا تعتبر مفطرة في رأي بعض العلماء، خاصة إذا كانت تستخدم في حالات الضرورة الطبية مثل الربو.

ومع ذلك، بعض الفقهاء يرون أن أي مادة تدخل الجسم من خلال الفم أو الأنف قد تفسد الصوم، وبالتالي قد يُعتبر بخاخ الربو مفطرًا في بعض الآراء.

ويعد استخدام بخاخة الربو في أثناء الصوم لا يُعدُّ من المفطرات في الصوم، طالما كانت البخاخة تُستخدم بطريقة لا تؤدي إلى دخول شيء إلى المعدة أو الأمعاء.

بخاخة الربو عادةً ما تعمل على توصيل الدواء مباشرة إلى الرئتين عبر الأنف أو الفم، وبالتالي لا يتأثر الصوم بها.

ومع ذلك، يجب على المريض أن يتأكد من أنه لا يبتلع أي جزء من الدواء أو بخار البخاخة بشكل غير مقصود.

وفي سياق متصل أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه بعد دراسةِ دار الإفتاء المصرية لواقعِ عملِ بخاخات الربو وشدة احتياج مرضى الجهاز التنفسي لها، والاستماعِ إلى الخبراء المتخصصين ارتأت أنَّ استخدام المريض بخاخات الربو أثناء الصيام لا يؤثر في صحة صومه.

حكم استعمال بخاخ الربو للصائمين

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: هل استعمال بخاخة الربو للمريض عند الاحتياج إليها يُعدُّ من المُفطِّرات في الصوم؟ إن الهواء المستنشَق مِن خلالها إنما هو هواء ضروري للنفس عند حصول نوبة المرض، ولا يضر اختلاط الدواء به؛ لأنه صار بعد امتزاجه به -أي: بالهواء المستنشَق- مِن جنس عناصره اللازمة لحصول المقصود منه بإعادة عملية تنفس مريض الربو لحالتها الطبيعية.

وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه داخل في المعفوَّات التي نصَّ الفقهاء على أنها لا تفسد الصوم؛ كاستنشاق الصائم لـ"غبار الطريق"، و"غربلة الدقيق"، و"دخان الحريق"، و"حبوب اللقاح"، و"ما تحمله الرياح"، ومثله ممّا لا يُستَطاعُ الامتناع منه ولا يمكن التحرز عنه ممّا يمتزج بالهواء ولا يتميز عنه.

و لا يؤثر في صحة الصوم بقاءُ شيءٍ مِن أثر هذا الدواء ممَّا لا يتميز عن اللعاب وإن وَجدَ طَعمه في حلقه أو بَلَعَ ريقه مِن بعد ذلك، ولا يكلَّف بالمضمضة.

استخدام بخاخة الربو

وأوضحت دار الإفتاء، أنَّ الهواء المستنشَق مِن هذه الأجهزة عند حصول نوبة الربو إنما هو هواء ضروري لإتمام عملية التنفس الطبيعية؛ فالغرض منه هو توسيع الشعب الهوائية وفتح الممرات الرئوية وتنظيف المخاط المتراكم في الرئة حتى تعود عملية التنفس للمريض إلى حالتها الطبيعية.

وذكرت أن مريض الربو حين تصيبه نوبة المرض؛ يضيق صدره حتى كأنه يرى الموت بأمِّ عينَيه، ولا يصلح الهواء بتكوينه المعتاد لتنفسه إلا بإضافة عنصر الدواء إليه؛ فصار الدواء حينئذٍ بمثابة عنصر مِن عناصر الهواء المستَنشَق اللازمة لحصول المقصود منه، علاوة على صيروته مِن جنس الهواء عند اختلاطه به؛ بمعنى أنه لا يمكن تمييزه عنه ولا يعمل إلا عمله فصار كجزئه، وهو بذلك داخلٌ فيما نَصَّ عليه الفقهاءُ مِن عدم فسادِ الصومِ بتنفُّس الهواء الذي اختلط بـ"غبار الطريق"، و"غربلة الدقيق"، و"دخان الحريق"، و"حبوب اللقاح"، و"ما تحمله الرياح" وما لا يُستَطاعُ الامتناع منه ولا يمكن التحرز عنه ولو كان هذا الامتزاج ناتجًا عن فعل الصائم بممارسته صنعته؛ كالخباز والبنَّاء ونحوهما؛ وذلك لضرورة التنفس.