ترامب يروّج لـ”غزة المستقبل”.. فيديو بالذكاء الاصطناعي يعيد طرح خطته المثيرة للجدل

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إثارة الجدل بنشره مقطع فيديو مصمماً بالذكاء الاصطناعي عبر منصته Truth Social، يصوّر رؤيته لقطاع غزة كـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، ضمن خطته المقترحة لإعادة إعمار المنطقة بعد تهجير سكانها. غير أن المشاهد التي يعرضها الفيديو أقرب إلى مدينة ميامي الأميركية منها إلى الريفييرا الفرنسية.
يُظهر الفيديو تحول غزة من مشاهد الدمار إلى مدينة حديثة تزدان بناطحات السحاب والشواطئ الفيروزية، حيث تُعرض صور لترامب وإيلون ماسك في أجواء احتفالية، بينما تتردد في الخلفية أغنية تحتفي بـ"تحرير غزة" عبر مشروع عقاري فاخر يحمل اسم ترامب.
هذا الفيديو الذي يأتي وسط جدل بشأن خطط ترامب السابقة لتهجير سكان غزة، يعكس استمرار طرحه لرؤى مثيرة للجدل حول مستقبل القطاع، رغم الرفض العربي والدولي لمقترحاته.
أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أنه من غير المرجح أن يتحقق اقتراح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القاضي بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وأوضحت المصادر أن العائق الرئيسي أمام تنفيذ هذا الاقتراح هو عدم وجود دولة مستعدة لاستقبال الفلسطينيين الذين قد يختارون مغادرة غزة طواعية.
وكان ترامب قد طرح مراراً خطة تقضي بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى كل من مصر والأردن، إلا أنه في وقت لاحق أعلن، يوم السبت الماضي، أنه لن يفرض هذه الخطة بشكل قسري، بل سيكتفي بالتوصية بها، معتبراً إياها "خطة جيدة".
ورغم ذلك، قوبل الاقتراح برفض قاطع من قبل كل من مصر والأردن، حيث أكدت الدولتان عدم قبولهما لأي مخطط من شأنه تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
في هذا السياق، تسعى مصر حالياً لإعداد خطة بديلة للخطة الأمريكية، تركز على إعادة إعمار قطاع غزة دون المساس بحق الفلسطينيين في البقاء على أراضيهم. ومن المقرر أن تُعرض هذه الخطة خلال القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة في 4 مارس المقبل، ما يبرز استمرار الجهود الإقليمية لإيجاد حلول تعزز حقوق الفلسطينيين دون التضحية بها.
هجوم إسرائيلي
دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيّمها شهره الأول، وعلى مخيم نور شمس يومه الـ17، في ظل تصعيد عسكري وحصار مشدد، ما أسفر عن استشهاد 12 مواطنًا، بينهم طفل ومواطنة حامل، إضافة إلى إصابة العشرات واعتقال 165 شخصًا.
العدوان تضمن حصارًا على المخيمين، اقتحامات واسعة للمدينة، حصار للمستشفيات، وتفتيش المنازل، ما أدى إلى دمار كامل للبنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي. كما تم تدمير العديد من المنازل وطرد السكان، مما أدى إلى نزوح أكثر من 15 ألف شخص.
مرافق المدينة تعاني من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الطعام والمياه والأدوية، فيما استمرت الاعتقالات والتحقيقات الميدانية.
في الأيام الأخيرة، زادت قوات الاحتلال من تعزيزاتها العسكرية في المدينة والمخيّمين، وجرفت مزيدًا من الشوارع والطرقات، مما ألحق دمارًا أكبر بالبنية التحتية، في حين تعمل فرق البلدية على إصلاح الأضرار لتسهيل المرور.
جرفت جرافات الاحتلال شارع نابلس عند المدخل الشمالي لمخيم طولكرم، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية بالكامل، بما في ذلك شبكتي المياه والصرف الصحي، فيما عملت طواقم البلدية على إزالة الركام وإصلاح بعض الأضرار. كما دمرت جرافات الاحتلال شوارع حارة المقاطعة وحارة قاقون، مما ألحق دمارًا إضافيًا بالبنية التحتية.