الإفتاء تحسم الجدل في سفر المرأة للحج بدون محرم (فيديو)

اختلف العلماء في مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم، لكن الرأي الراجح في مذهب جمهور العلماء (الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة) هو أن المرأة لا يجوز لها السفر للحج أو للعمرة "دون محرم".
وقد استندوا في ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:
"لا يَحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ أن تُسافرَ مسيرةَ يومٍ إلا ومعها ذو محرمٍ". (رواه البخاري ومسلم)
ولكن بعض العلماء المعاصرين، وفي حال وجود رفقة مأمونة وموثوقة (مثل مجموعة حج منظَّمة من دولة ذات سمعة حسنة)، قالوا بجواز السفر للحج دون محرم في حالات معينة، خاصة إذا كانت تضمن أمانها وحمايتها إلا أن هذا الرأي ليس سائدًا بشكل عام، ويبقى الرأي الذي يقتضي ضرورة وجود محرم أقوى من الناحية الشرعية وفقًا لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي ذلك السياق أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المرأة يجوز لها السفر للحج دون محرم إذا كانت في رفقة مأمونة، مشيرًا إلى أن وجود المحرم مستحب لكنه ليس شرطًا لصحة الحج.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أنه إذا لم يكن لديها محرم قادر على السفر معها، مثل الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن، لكنها مستطيعة ماليًا وتوجد رفقة مأمونة، فلا مانع من سفرها للحج.
وأضاف أن الرفقة المأمونة تعني توفر الأمان في الرحلة، مثل وجود الأمن في المطار والطائرة والفنادق، والمشرفين المسؤولين عن الحجاج، مما يجعل سفرها آمنًا، وبالتالي يجوز لها أداء الحج دون محرم في هذه الحالة.
وفي وقت سابق حسم الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، حكم سفر المرأة الحج بدون محرم، وذلك في معرض رده على استفسار سيدة تسأله عن حكم جواز السفر لأداء الحج بدون محرم.
وفي رده، أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس" على فضائية "الناس" اليوم الأربعاء، أن الحديث عن عدم سفر المرأة إلا بمحرم يعود إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن الفقهاء ربطوا ذلك بالأمن والسلامة.
وأضاف شلبي أنه وفقًا لما أعلنته السلطات بشأن تحقيق الأمن والاستقرار، فإن السفر للنساء بدون محرم أصبح ممكنًا، ويشير فقهاء المذهب الشافعي إلى أن حج المرأة بدون محرم صحيح شرعًا، مشيرين إلى عدم وجوب وجود محرم لصحة الحج.
وضمن أحكام الحج والعمرة الشرعية، كانت دار الإفتاء المصرية أوضحت في فتوى سابقة، حكم سفر المرأة للحج والعمرة مؤكدة أنه يجوز للمرأة السفر من دون محرم للحج والعمرة ما دام الأمن متحققًا في سفرها وإقامتها وعودتها، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء.
واستشهدت اللجنة بما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعدي بن حاتم رضي الله عنه: «فوالذي نَفسِي بيَدِه لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمرَ حتى تَخرُجَ الظَّعِينةُ مِن الحِيرةِ حتى تَطُوفَ بالبَيتِ في غَيرِ جِوارِ أَحَدٍ» رواه أحمد. وقد خرجت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن للحج في عهد عمر مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما ولم يكن معهنَّ محرم.