داعية إسلامى : الصحابي أبو طلحة الأنصاري نموذج للكرم والتضحية( فيديو)

أكد الداعية الشيخ مصطفى ثابت بأن الصحابي الجليل أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان من أوائل المساهمين في بناء الحضارة الإسلامية، رغم وفاته قبل الفتوحات الإسلامية الكبرى.
الكرم والتضحية
وأوضح الشيخ مصطفى ثابت، خلال حلقة برنامج "حضارة"، المذاع على قناة الناس، أن أبو طلحة كان نموذجًا للكرم والتضحية، حيث بادر إلى التصدق بأحب أمواله إليه، وهي حديقته الشهيرة "بيرحاء"، عندما نزل قول الله تعالى: "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" (آل عمران: 92). وقدمها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصرفها في أوجه الخير.
نواة لنظام الوقف في الإسلام
وأشار الشيخ إلى أن هذا التصرف لم يكن مجرد صدقة عادية، بل كان نواة لنظام الوقف في الإسلام، حيث تحوّلت فكرة التصدق بالأموال والممتلكات إلى مشاريع استثمارية دائمة تدرّ الخير على المجتمع. ومن هنا نشأ فقه الوقف الذي نظّمه الصحابة لاحقًا، ثم تطور ليشمل مجالات متعددة مثل المساجد، المدارس، المستشفيات، دور الأيتام، وحتى مرافق الخدمة العامة كالجسور والسبل التي كانت تروي العطشى من البشر والحيوانات.
وقف جبر الخواطر
وأكد الشيخ مصطفى ثابت أن هذا النموذج من العطاء استمر عبر العصور، حيث ساهم الخلفاء والعلماء في إنشاء الأوقاف لدعم طلاب العلم، وتوفير الطعام للفقراء، والعناية بالحيوانات، وحتى تعويض الأطفال الذين يكسرون أوانيهم أثناء قضاء حاجاتهم في الأسواق، وهو ما كان يُعرف بـ"وقف جبر الخواطر".
ازدهار الحضارة الإسلامية
وشدد على أن نظام الوقف كان من أعظم أسباب ازدهار الحضارة الإسلامية، حيث لم يقتصر على الأعمال الخيرية فحسب، بل ساهم في بناء مجتمع متكامل قائم على التكافل والتنمية المستدامة، داعيًا المسلمين إلى إحياء هذه السنة العظيمة بإنشاء أوقاف تعود بالنفع على المجتمع والأجيال القادمة.
وفي سياق متصل أكد الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، فى وقت سابق أن خيرية الأمة الإسلامية التى وردت فى قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، وأشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أنتم خيرها وأكرمها على الله"، ترتبط بثلاثة أسباب رئيسية: الإيمان بالله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونفع الناس.
وأضاف أن الرحمة تمثل جوهر هذه الحضارة، مستدلًا بقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جسد هذه الرحمة في أقواله وأفعاله، حيث قال: "إنما أنا رحمة مهداة".
وأشار إلى أن انعكاس قيمة الرحمة كان أساسًا للتقدم الحضاري والعلمي للمسلمين عبر العصور، موضحًا أن اهتمام المسلمين ببناء المستشفيات، والمكتبات، والعلوم، والفنون، والعمارة الإسلامية نابع من فهمهم العميق لقيم الإسلام التي تحث على نفع الآخرين.
كما بيَّن أن الحضارة لا تقتصر على الإنجازات المادية فقط، وإنما تشمل القيم والمبادئ التي قامت عليها، مشيرًا إلى أن الفرس، رغم تقدمهم المادي، كانوا يفتقدون القيم الإنسانية الحقيقية، ما جعل حضارتهم غير مكتملة.
وشدد على أن تحقيق النهضة الحقيقية يتطلب الجمع بين الإيمان، والرحمة، والعمل الصالح، لتحقيق التقدم المادي والمعنوي في آن واحد