ترامب يقلل من مخاوف التقارب مع بوتين.. ويركز على خطر المهاجرين
في خطوة غير متوقعة، رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الانتقادات الموجهة إليه بسبب تقاربه المتزايد مع موسكو في ملف أوكرانيا، داعيًا الأمريكيين إلى تقليل قلقهم بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركيز بدلاً من ذلك على قضايا داخلية، مثل الهجرة غير الشرعية. وجاءت تصريحاته عبر منصته "تروث سوشال"، حيث شدد على ضرورة الانشغال بمخاطر العصابات الإجرامية، بدلاً من التركيز على بوتين، في تلميح واضح إلى رغبته في إعادة ترتيب الأولويات السياسية للولايات المتحدة.
التغير الجذري في موقف ترامب ظهر بوضوح قبل أيام عندما دخل في سجال علني مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل البيت الأبيض، واصفًا إياه بأنه "عديم الاحترام"، وهو ما دفع الأخير إلى مغادرة الاجتماع دون التوقيع على اتفاقية كانت منتظرة حول حقوق استغلال المعادن الأوكرانية.
هذا التوجه أثار مخاوف واسعة في الأوساط السياسية الأمريكية، خصوصًا داخل الحزب الديمقراطي، الذي اعتبر بعض أعضائه أن إدارة ترامب أصبحت أقرب إلى تنفيذ أجندة الكرملين. السيناتور الديمقراطي كريس مورفي ذهب إلى حد وصف البيت الأبيض بأنه "تحول إلى ذراع للكرملين"، مؤكدًا أن تحركات ترامب تضعف موقف الولايات المتحدة وتثير القلق بشأن أمنها القومي.
في المقابل، لم يواجه ترامب معارضة كبيرة داخل حزبه الجمهوري، حيث بدا أن كبار المسؤولين يؤيدون رؤيته، بل وصل الأمر إلى اقتراح بعضهم، مثل مستشار الأمن القومي مايك والتز، ضرورة تنحي زيلينسكي من منصبه كخطوة لضمان التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو.
هذا التحول في السياسة الأمريكية، والذي يأتي وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول مستقبل العلاقات الأمريكية – الروسية، ودور الولايات المتحدة في المشهد العالمي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي قد تعيد تشكيل الاستراتيجيات الأمريكية تجاه الصراعات الدولية.
بوتين يلمّح لصفقة معادن مع واشنطن
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد إلى إمكانية عقد صفقة تتعلق بالمعادن النادرة مع الولايات المتحدة، وذلك بعد إخفاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة مماثلة، عقب خلاف حاد بينهما في البيت الأبيض.
وفي مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، صرّح بوتين بأن روسيا منفتحة على التعاون مع الشركاء الأمريكيين، سواء على المستوى الحكومي أو مع الشركات الخاصة. وأكد أن بلاده تمتلك احتياطيات من المعادن النادرة تفوق بكثير ما تمتلكه أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذه الموارد تتوزع في عدة مناطق روسية، مثل مورمانسك، والقوقاز، وإيركوتسك، وياكوتيا.
وأضاف بوتين أن تطوير هذه الموارد يتطلب استثمارات ضخمة، وأن روسيا مستعدة للتعاون مع المستثمرين الأمريكيين والأجانب. كما أوضح أن "الأراضي الجديدة"، التي أصبحت جزءًا من الاتحاد الروسي، تمتلك أيضًا احتياطيات من المعادن، وهي مفتوحة للشراكات الأجنبية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة.
يأتي هذا بعد توتر شديد بين ترامب وزيلينسكي، حيث طرد ترامب الرئيس الأوكراني غاضبًا من البيت الأبيض، بعدما أبدى الأخير عدم استعداده لإحلال السلام مع روسيا. وعلى إثر ذلك، غادر زيلينسكي دون التوصل إلى الاتفاق المنشود حول المعادن، والذي كان يُنظر إليه على أنه خطوة أساسية نحو هدنة بوساطة أمريكية.
