حماس ترفض نزع سلاحها.. وإسرائيل تشترط تفكيك المقاومة

أكد سامي أبو زهري، القيادي في حركة "حماس"، رفض الحركة القاطع للدعوات الإسرائيلية والأميركية لنزع سلاحها، مشددًا على أن "الحق في المقاومة غير قابل للتفاوض".
وقال أبو زهري، إن "سلاح المقاومة خط أحمر وغير مطروح للنقاش أو التفاوض، ولن نقبل مقايضته بإعادة الإعمار أو دخول المساعدات"، في إشارة إلى الضغوط التي تمارسها إسرائيل لربط الدعم الإنساني بشروط سياسية.
إسرائيل تربط المساعدات بنزع السلاح
في المقابل، صعّد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، من حدة الموقف، حيث اعتبر أن "المساعدات الإنسانية أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات حماس في غزة"، مبررًا بذلك قرار إسرائيل بتعليق دخول السلع والإمدادات إلى القطاع.
وقال ساعر، خلال مؤتمر صحفي في القدس: "حماس تستخدم هذه الأموال لتمويل الإرهاب وإعادة بناء قدراتها العسكرية، وهذا لا يمكن أن يستمر"، مشددًا على أن بلاده لن تسمح بوقوع "هجوم آخر مثل 7 أكتوبر من أي جبهة".
وأضاف أن إسرائيل تطالب بـ "نزع كامل للسلاح من قطاع غزة، وتنحي حماس والجهاد الإسلامي، وعودة الرهائن" كشرط أساسي للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن "لا اتفاق حتى الآن بشأن هذه المرحلة".
المسار السياسي والهدنة المؤقتة
ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أن المرحلة الأولى من الاتفاق انتهت السبت الماضي دون أي تقدم نحو المرحلة الثانية. ولم تتطرق المسودة المصرية المطروحة للمفاوضات إلى الإجراءات التي ستتخذ في حال رفضت "حماس" نزع سلاحها أو التنحي عن العمل السياسي، ما يترك مستقبل الاتفاق في حالة من الغموض.
تبعات لا تحتمل
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية ترغب في التوصل إلى تفاهمات، لكنها حددت مهلة زمنية لدفع المفاوضات إلى الأمام. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله: "نحن حاليًا في طريق مسدود بخصوص مفاوضات الصفقة".
كما أشار مصدر آخر لهيئة البث الإسرائيلية إلى أن استئناف العمليات العسكرية في غزة قد يستغرق بعض الوقت بسبب تغيير رئيس الأركان الإسرائيلي، مما يؤخر أي تحركات ميدانية محتملة.
في هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة أمام الكنيست، أن إسرائيل لن تتفاوض على المرحلة الثانية من الاتفاق، بحجة أن "المسافة بيننا وبين حماس لا يمكن جسرها". وهدد قائلاً: "إذا لم تطلقوا سراح مختطفينا، ستكون هناك تبعات لا تستطيعون احتمالها".
المبعوث الأمريكي يتحرك لحل الأزمة
في ظل الجمود الحالي، أعلنت الخارجية الأمريكية أن مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيعود إلى المنطقة في الأيام المقبلة للعمل على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو التفاوض على المرحلة الثانية.
وأشارت نائبته مورغان أورتاغوس إلى أن الهدف الأساسي هو إعادة الرهائن وليس العودة إلى القتال، لكنها أكدت أن ترامب تعهد بدعم إسرائيل عسكريًا إذا استأنفت العمليات ضد حماس.
سيناريوهات محتملة
تصعيد عسكري محتمل: في حال عدم إحراز تقدم في المفاوضات، قد تنفذ إسرائيل تهديدها باستئناف العمليات في غزة خلال 10 أيام.
تحركات دبلوماسية مكثفة: وصول المبعوث الأمريكي قد يؤدي إلى استئناف المفاوضات أو محاولة تمديد التهدئة.
ضغط الوسطاء: من المتوقع أن تكثف مصر وقطر والأمم المتحدة جهودها لمنع انهيار الاتفاق والحد من التصعيد.