اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

مفتي الجمهورية: الأزهر الشريف منارة الإسلام المعتدل وحصن الهوية الإسلامية

نظير عياد
نظير عياد

يعد الأزهر الشريف من أعرق وأهم المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، وهو يعد منارة للإسلام المعتدل وحصنًا للهوية الإسلامية.

تأسس في القاهرة عام 970 ميلاديًا في عهد الفاطميين، وهو واحد من أقدم الجامعات في العالم وأهمها. يشتهر الأزهر بكونه مركزًا علميًا وتدريبيًا للعلماء والمفكرين المسلمين من جميع أنحاء العالم. فيما يلي بعض الجوانب التي تبرز دوره في الإسلام المعتدل وحصن الهوية الإسلامية:

1. الأزهر الشريف منارة الإسلام المعتدل:

الوسطية والاعتدال: يعد الأزهر الشريف رمزًا للوسطية والاعتدال في الإسلام، حيث يُعنى بنشر الفهم الصحيح والمتوازن للدين الإسلامي بعيدًا عن التطرف والغلو. وهو يعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، ويشدد على ضرورة التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين.

الدعوة إلى التسامح: الأزهر يعزز قيم التسامح والاحترام بين الأديان والثقافات المختلفة. من خلال رسالته، يُشدد على ضرورة تقبل الآخر والتعامل معه بالحكمة والرفق، سواء داخل المجتمع الإسلامي أو في علاقات المسلمين مع باقي الأديان.

2. الأزهر الشريف وحصن الهوية الإسلامية:

الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية: يعتبر الأزهر من أبرز المدافعين عن الهوية الإسلامية في مواجهة المحاولات المتنوعة لطمسها أو تغييرها. يركز الأزهر على تعليم المسلمين أصول دينهم من خلال منهجية علمية متوازنة تحترم التقاليد وتواكب التحديات المعاصرة.

دور الأزهر في مقاومة الفكر المتطرف: الأزهر الشريف قدّم ولا يزال يقدم فكرًا موازنًا للفكر المتطرف، من خلال تحليله للنصوص الدينية وفقًا للواقع المعاصر وبما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية.

3. التعليم والتأهيل الديني:

دور الأزهر في تكوين العلماء: يُعتبر الأزهر قبلة لطلاب العلم في مختلف مجالات الفقه والعلوم الشرعية، حيث يُخرج علماء وفقهاء مؤهلين على أعلى مستوى من العلم الشرعي. ويُعد الأزهر مركزًا لتدريس العلوم الإسلامية والتخصصات الحديثة على حد سواء.

التوجه العالمي: الأزهر يستقطب الطلاب من جميع أنحاء العالم، ويُسهم في نشر الفهم الصحيح للدين الإسلامي. من خلال فروعه ومراكزه البحثية، يبذل الأزهر جهدًا مستمرًا في تدريب الأئمة والدعاة على مستوى عالمي، مما يعزز من نشر الفكر المعتدل.

4. الأزهر والإصلاح الديني:

التجديد والتطوير: عمل الأزهر على تطوير مناهجه ومراجعة بعض المسائل الفقهية بما يتماشى مع تطورات العصر دون المساس بأسس الشريعة الإسلامية. يساهم الأزهر في تصحيح الفهم الديني المغلوط ويسعى إلى تيسير الحياة الدينية بما يتناسب مع المستجدات دون التفريط أو الإفراط.

دور هيئة كبار العلماء: يشرف الأزهر على هيئة كبار العلماء التي تقوم بتقديم الفتاوى الشرعية المتزنة والتي تبني على النصوص الشرعية وتواكب واقع المسلمين.

5. الأزهر في مواجهة التحديات المعاصرة:

محاربة الفكر التكفيري والمتطرف: الأزهر الشريف قد خاض معركة فكرية ضد الأفكار المتشددة والتكفيرية التي تستخدم الدين كوسيلة لتبرير العنف. وقد أطلق الأزهر العديد من المبادرات لمكافحة التطرف الفكري في مختلف بلدان العالم الإسلامي.

التفاعل مع القضايا المعاصرة: من خلال مناهجه وبرامجه التوعوية، يسعى الأزهر للتفاعل مع القضايا المعاصرة، مثل حقوق الإنسان، والمساواة، وحقوق المرأة، وغيرها من المواضيع التي تُعنى بتنمية المجتمعات المسلمة وتعزيز حقوق الأفراد فيها.

كما يعد الأزهر الشريف مؤسسة علمية ودينية رائدة، ويستمر في لعب دور محوري في تعزيز الفهم الصحيح للإسلام المعتدل والحفاظ على الهوية الإسلامية الأصيلة. من خلال تاريخه العريق وإسهاماته الكبيرة في المجال الديني والعلمي، يظل الأزهر منبرًا للوسطية والتسامح، وهو يُسهم في تكوين جيل من العلماء والقادة الذين يعملون على تعزيز قيم الإسلام السمح في العالم بأسره.

وفي سياق متصل قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إنه يحلُّ علينا ذِكرى تأسيس الجامع الأزهر الشريف، هذا الصرح الإسلامي العريق الذي ظلَّ عبر القرون منارةً للعِلم الشرعي، وحصنًا حصينًا للإسلام الوسطي المعتدل، ومركزًا علميًّا وثقافيًّا يضيء درب الأمة الإسلامية بالحكمة والمعرفة.

وأكد مفتي الجمهورية، في بيان أن الأزهر الشريف لم يكن مجرَّد مسجد تُقام فيه الصلاة، بل كان منذ نشأته جامعةً علميةً متكاملة، يقصده طلاب العلم من مختلف بقاع الأرض، لينهلوا من علوم الشريعة واللغة والفكر الإسلامي المستنير، وليعودوا إلى بلادهم سفراء للعلم، وحَمَلةً لرسالة الإسلام القائمة على الرحمة والتسامح والانفتاح على الآخر.

وتابع: وفي ظلِّ التحديات الفكرية التي تواجه عالمنا اليوم، يظل الأزهر الشريف الحصن المنيع في مواجهة الغلو والتطرف، مستندًا إلى منهجه الراسخ الذي يجمع بين الحفاظ على ثوابت الدين والانفتاح على مستجدات العصر، مجسدًا بذلك النموذج الأصيل للإسلام الذي جاء رحمةً للعالمين.

كما أنَّ الأزهر الشريف يُعدُّ المرجعيةَ العلمية والروحية الأولى للمسلمين في العالم، وهو مستمر في أداء رسالته السامية من خلال مؤسساته التعليمية والدعوية، ومن خلال فتاواه التي تنير دروب المسلمين بالوعي الصحيح، وتقيهم مزالق الانحراف الفكري والتأويلات الخاطئة للنصوص الشرعية.

وفي هذه المناسبة العزيزة، نجدِّد العهدَ على الاستمرار في دعم الأزهر الشريف والذَّوْد عن رسالته الخالدة، وندعو الأمة الإسلامية إلى الالتفاف حول هذا الصرح العريق، والاستفادة من إرثه العلمي في بناء مجتمعات قائمة على العدل والتسامح والوسطية.


نسأل الله تعالى أن يحفظ الأزهر الشريف، وأن يجعله دائمًا منارةً للإسلام المستنير، وموئلًا للعلم والعلماء، وصرحًا شامخًا يُنير للأمة طريقها نحو الرشد والهداية.

موضوعات متعلقة