اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

اليوم .. احتفالية كبرى بالجامع الأزهر بمناسبة مرور 1085 عام على تأسيسه

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب

يعد الأزهر الشريف من أعرق وأهم المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، وهو يعد منارة للإسلام المعتدل وحصنًا للهوية الإسلامية. تأسس في القاهرة عام 970 ميلاديًا في عهد الفاطميين، وهو واحد من أقدم الجامعات في العالم وأهمها. يشتهر الأزهر بكونه مركزًا علميًا وتدريبيًا للعلماء والمفكرين المسلمين من جميع أنحاء العالم. فيما يلي بعض الجوانب التي تبرز دوره في الإسلام المعتدل وحصن الهوية الإسلامية:

1. الأزهر الشريف منارة الإسلام المعتدل:

الوسطية والاعتدال: يعد الأزهر الشريف رمزًا للوسطية والاعتدال في الإسلام، حيث يُعنى بنشر الفهم الصحيح والمتوازن للدين الإسلامي بعيدًا عن التطرف والغلو. وهو يعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، ويشدد على ضرورة التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين.

الدعوة إلى التسامح: الأزهر يعزز قيم التسامح والاحترام بين الأديان والثقافات المختلفة. من خلال رسالته، يُشدد على ضرورة تقبل الآخر والتعامل معه بالحكمة والرفق، سواء داخل المجتمع الإسلامي أو في علاقات المسلمين مع باقي الأديان.

2. الأزهر الشريف وحصن الهوية الإسلامية:

الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية: يعتبر الأزهر من أبرز المدافعين عن الهوية الإسلامية في مواجهة المحاولات المتنوعة لطمسها أو تغييرها. يركز الأزهر على تعليم المسلمين أصول دينهم من خلال منهجية علمية متوازنة تحترم التقاليد وتواكب التحديات المعاصرة.

دور الأزهر في مقاومة الفكر المتطرف: الأزهر الشريف قدّم ولا يزال يقدم فكرًا موازنًا للفكر المتطرف، من خلال تحليله للنصوص الدينية وفقًا للواقع المعاصر وبما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية.

3. التعليم والتأهيل الديني:

دور الأزهر في تكوين العلماء: يُعتبر الأزهر قبلة لطلاب العلم في مختلف مجالات الفقه والعلوم الشرعية، حيث يُخرج علماء وفقهاء مؤهلين على أعلى مستوى من العلم الشرعي. ويُعد الأزهر مركزًا لتدريس العلوم الإسلامية والتخصصات الحديثة على حد سواء.

التوجه العالمي: الأزهر يستقطب الطلاب من جميع أنحاء العالم، ويُسهم في نشر الفهم الصحيح للدين الإسلامي. من خلال فروعه ومراكزه البحثية، يبذل الأزهر جهدًا مستمرًا في تدريب الأئمة والدعاة على مستوى عالمي، مما يعزز من نشر الفكر المعتدل.

4. الأزهر والإصلاح الديني:

التجديد والتطوير: عمل الأزهر على تطوير مناهجه ومراجعة بعض المسائل الفقهية بما يتماشى مع تطورات العصر دون المساس بأسس الشريعة الإسلامية. يساهم الأزهر في تصحيح الفهم الديني المغلوط ويسعى إلى تيسير الحياة الدينية بما يتناسب مع المستجدات دون التفريط أو الإفراط.

دور هيئة كبار العلماء: يشرف الأزهر على هيئة كبار العلماء التي تقوم بتقديم الفتاوى الشرعية المتزنة والتي تبني على النصوص الشرعية وتواكب واقع المسلمين.

5. الأزهر في مواجهة التحديات المعاصرة:

محاربة الفكر التكفيري والمتطرف: الأزهر الشريف قد خاض معركة فكرية ضد الأفكار المتشددة والتكفيرية التي تستخدم الدين كوسيلة لتبرير العنف. وقد أطلق الأزهر العديد من المبادرات لمكافحة التطرف الفكري في مختلف بلدان العالم الإسلامي.

التفاعل مع القضايا المعاصرة: من خلال مناهجه وبرامجه التوعوية، يسعى الأزهر للتفاعل مع القضايا المعاصرة، مثل حقوق الإنسان، والمساواة، وحقوق المرأة، وغيرها من المواضيع التي تُعنى بتنمية المجتمعات المسلمة وتعزيز حقوق الأفراد فيها.

خاتمة:

كما يعد الأزهر الشريف مؤسسة علمية ودينية رائدة، ويستمر في لعب دور محوري في تعزيز الفهم الصحيح للإسلام المعتدل والحفاظ على الهوية الإسلامية الأصيلة. من خلال تاريخه العريق وإسهاماته الكبيرة في المجال الديني والعلمي، يظل الأزهر منبرًا للوسطية والتسامح، وهو يُسهم في تكوين جيل من العلماء والقادة الذين يعملون على تعزيز قيم الإسلام السمح في العالم بأسره.

وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يقيم الأزهر الشريف، غدا الجمعة الموافق 7 رمضان لعام 1446ه‍، احتفالية كبرى بمناسبة مرور 1085 عامًا هجريًّا على أول صلاة أقيمت في الجامع الأزهر الشريف في السابع من رمضان عام 361 هـ، الموافق 21 يونيو عام 972 م، وذلك بحضور فضيلة أ.د محمد الضوينى، ولفيف من كبار علماء الأزهر وقياداته.

وتتضمن الاحتفالية مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، التي تنطلق بعد صلاة الجمعة مباشرة، وتستهدف التعريف بتاريخ الجامع الأزهر، وهيئاته العلمية والتعليمية المختلفة، وأبرز شيوخه وعلمائه، ومواقفه من قضايا الأمة قديمًا وحديثًا، إضافة إلى عدد من الكلمات الرسمية التي يلقيها كبار علماء الأزهر وقياداته بهذه المناسبة، وفيلم عن تاريخ الجامع الأزهر، وفي ختام اليوم ينظم الجامع إفطارًا جماعيًّا للصائمين.

وكان المجلس الأعلى للأزهر قد قرر في مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.

موضوعات متعلقة